لِفُلَانٍ: عِنْدِي دِرْهَمٌ وَنِصْفُهُ أَيْ نِصْفُ دِرْهَمٍ آخَرَ، {إِلَّا فِي كِتَابٍ} [فاطر: ١١] وَقِيلَ: قَوْلُهُ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عمره منصرف إلى الأول {إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [فاطر: ١١] أي كتابة الأجل والأعمار على الله هين.
[قوله تعالى وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ] شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ. . .
[١٢] قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ} [فاطر: ١٢] يَعْنِي الْعَذْبَ وَالْمَالِحَ ثُمَّ ذَكَرَهُمَا فقال، {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ} [فاطر: ١٢] طيب، {سَائِغٌ شَرَابُهُ} [فاطر: ١٢] أي جائز في الخلق هنيء، {وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [فاطر: ١٢] شَدِيدُ الْمُلُوحَةِ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: هُوَ الْمُرُّ. {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا} [فاطر: ١٢] يَعْنِي الْحِيتَانَ مِنَ الْعَذْبِ وَالْمَالِحِ جميعا {وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً} [فاطر: ١٢] أَيْ مِنَ الْمَالِحِ دُونَ الْعَذْبِ، {تَلْبَسُونَهَا} [فاطر: ١٢] يَعْنِي اللُّؤْلُؤَ. وَقِيلَ: نُسِبَ اللُّؤْلُؤُ إليهما، عُيُونٌ عَذْبَةٌ تَمْتَزِجُ بِالْمِلْحِ فَيَكُونُ اللؤلؤ من ذَلِكَ، {وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ} [فاطر: ١٢] جَوَارِي مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً بِرِيحٍ وَاحِدَةٍ، {لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} [فاطر: ١٢] بالتجارة، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [فاطر: ١٢] اللَّهَ عَلَى نِعَمِهِ.
[١٣] {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} [فاطر: ١٣] يَعْنِي الْأَصْنَامَ، {مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر: ١٣] وَهُوَ لِفَافَةُ النَّوَاةِ، وَهِيَ الْقِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ الَّتِي تَكُونُ عَلَى النَّوَاةِ.
[١٤] {إِنْ تَدْعُوهُمْ} [فاطر: ١٤] يعني إن تدعوا الْأَصْنَامَ، {لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} [فَاطِرٍ: ١٤] مَا أَجَابُوكُمْ، {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} [فاطر: ١٤] يتبرءون مِنْكُمْ وَمِنْ عِبَادَتِكُمْ إِيَّاهَا، يَقُولُونَ: مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ. {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: ١٤] يَعْنِي نَفْسَهُ أَيْ لَا يُنَبِّئُكَ أحد مثلي خيبر عَالِمٌ بِالْأَشْيَاءِ.
[١٥] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} [فاطر: ١٥] إِلَى فَضْلِ اللَّهِ وَالْفَقِيرُ الْمُحْتَاجُ، {وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: ١٥] الْغَنِيُّ عَنْ خَلْقِهِ الْمَحْمُودُ فِي إِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ. ١٦،
[١٧] {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ - وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} [فاطر: ١٦ - ١٧] شَدِيدٍ.
[١٨] {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ} [فاطر: ١٨] أَيْ نَفْسٌ مُثْقَلَةٌ بِذُنُوبِهَا غَيْرَهَا، {إِلَى حِمْلِهَا} [فاطر: ١٨] أي حمل ما عليها مِنَ الذُّنُوبِ، {لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [فاطر: ١٨] أَيْ وَلَوْ كَانَ الْمَدْعُوُّ ذَا قَرَابَةٍ لَهُ ابْنَهُ أَوْ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ أَوْ أَخَاهُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَلْقَى الْأَبُ وَالْأُمُّ ابْنَهُ فَيَقُولُ: يَا بُنَيَّ احْمِلْ عَنِّي بَعْضَ ذُنُوبِي، فَيَقُولُ: لَا أَسْتَطِيعُ حَسْبِي مَا عَلَيَّ. {إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ} [فاطر: ١٨] يخافون، {رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} [فاطر: ١٨] وَلَمْ يَرَوْهُ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: تَأْوِيلُهُ أَيْ إِنْذَارُكَ إِنَّمَا يَنْفَعُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ، {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى} [فاطر: ١٨] أصلح وَعَمِلَ خَيْرًا، {فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ} [فاطر: ١٨] لَهَا ثَوَابُهُ، {وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [فاطر: ١٨]
[قَوْلُهُ تَعَالَى وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ] وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ. . .
[١٩] {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} [فاطر: ١٩] يَعْنِي الْجَاهِلَ وَالْعَالِمَ. وَقِيلَ: الْأَعْمَى عَنِ الْهُدَى