كَمَا قَالَ: {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [الْقَمَرِ: ٧]
[٥] {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} [القارعة: ٥] كَالصُّوفِ الْمَنْدُوفِ.
[٦ - ٧] {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} [القارعة: ٦] رجحت حسناته، {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الْقَارِعَةُ: ٧] مَرْضِيَّةٍ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: ذَاتِ رِضًا يَرْضَاهَا صَاحِبُهَا.
[٨] {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} [القارعة: ٨] رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ.
[٩] {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة: ٩] مَسْكَنُهُ النَّارُ سُمِّيَ الْمَسْكَنُ أُمًّا لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي السُّكُونِ إِلَى الْأُمَّهَاتِ، وَالْهَاوِيَةُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ جهنم، وهو الهواة لَا يُدْرَكُ قَعْرُهَا، وَقَالَ قَتَادَةُ: وهي كلمة عربية كان الرجل إِذَا وَقَعَ فِي أَمْرٍ شَدِيدٍ، يقال: هوت أمه. وقيل: أراد أم رأسه يَعْنِي أَنَّهُمْ يَهْوُونَ فِي النَّارِ عَلَى رُءُوسِهِمْ، وَإِلَى هَذَا التَّأْوِيلِ ذَهَبَ قَتَادَةُ وَأَبُو صَالِحٍ.
[١٠] {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} [القارعة: ١٠] يَعْنِي الْهَاوِيَةَ وَأَصْلُهَا مَا هِيَ أدخل الهاء فيها للوقف ثُمَّ فَسَّرَهَا.
[١١] فَقَالَ: {نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة: ١١] أَيْ حَارَّةٌ قَدِ انْتَهَى حَرُّهَا.
[سورة التكاثر]
[قوله تعالى أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ] . . .
(١٠٢) سورة التكاثر [١] {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: ١] شغلتكم المباهات والمفاخرة بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْعَدَدِ عَنْ طَاعَةِ رَبِّكُمْ وَمَا يُنْجِيكُمْ مِنْ سُخْطِهِ.
[٢] {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: ٢] حَتَّى مُتُّمْ وَدُفِنْتُمْ فِي الْمَقَابِرِ، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ:
[٣] {كَلَّا} [التكاثر: ٣] لَيْسَ الْأَمْرُ بِالتَّكَاثُرِ، {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر: ٣] وعيد لهم، ثم تكرره تَأْكِيدًا فَقَالَ:
[٤] {ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر: ٤] قَالَ الْحَسَنُ وَمُقَاتِلٌ: هُوَ وَعِيدٌ بَعْدَ وَعِيدٍ وَالْمَعْنَى سَوْفَ تَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ تَكَاثُرِكُمْ وَتَفَاخُرِكُمْ إِذَا نَزَلَ بِكُمُ الْمَوْتُ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) يَعْنِي الْكُفَّارَ، (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ وكان يقرأ الأولى بالتاء والثانية بالياء.
[٥] {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} [التكاثر: ٥] أَيْ عِلْمًا يَقِينًا فَأَضَافَ الْعِلْمَ إِلَى الْيَقِينِ كَقَوْلِهِ: {لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} [الواقعة: ٩٥] وَجَوَابُ (لَوْ) مَحْذُوفٌ أَيْ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمًا يَقِينًا لَشَغَلَكُمْ مَا تَعْلَمُونَ عَنِ التَّكَاثُرِ وَالتَّفَاخُرِ. قَالَ قَتَادَةُ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ عِلْمَ الْيَقِينِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ بَاعِثُهُ بَعْدَ الْمَوْتِ.
[٦] {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} [التكاثر: ٦] قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ (لَتَرَوُنَّ) بِضَمِّ التَّاءِ مَنْ أَرَيْتُهُ الشَّيْءَ، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ: بِفَتْحِ التَّاءِ أَيْ ترونها بأبصاركم من بعد.
[٧] {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا} [التكاثر: ٧] مشاهدة {عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر: ٧]
[٨] {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: ٨] عن ابن مسعود رفعه قال: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: ٨]