للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١١٦] قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ} [النحل: ١١٦] أَيْ: لَا تَقُولُوا لِوَصْفِ أَلْسِنَتِكُمْ أَوْ لِأَجْلِ وَصْفِكُمُ الْكَذِبَ أَيْ: أَنَّكُمْ تُحِلُّونَ وَتُحَرِّمُونَ لِأَجْلِ الْكَذِبِ لَا لِغَيْرِهِ، {هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ} [النحل: ١١٦] يَعْنِي الْبَحِيرَةَ وَالسَّائِبَةَ، {لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [النحل: ١١٦] فَتَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنَا بِهَذَا، {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} [النحل: ١١٦] لَا يَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ.

[١١٧] {مَتَاعٌ قَلِيلٌ} [النحل: ١١٧] يَعْنِي: الَّذِي هُمْ فِيهِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ أَوْ لَهُمْ مَتَاعٌ قَلِيلٌ فِي الدُّنْيَا. {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل: ١١٧] فِي الْآخِرَةِ.

[١١٨] {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ} [النحل: ١١٨] يعني في سورة الأنعام. وقوله تَعَالَى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} [الْأَنْعَامِ: ١٤٦] الْآيَةَ {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ} [النحل: ١١٨] بِتَحْرِيمِ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، {وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل: ١١٨] فَحَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ بِبَغْيِهِمْ.

[١١٩] {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا} [النحل: ١١٩] يعني: بالإصلاح والاستقامة عَلَى التَّوْبَةِ، {إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا} [النحل: ١١٩] أَيْ: مِنْ بَعْدِ الْجَهَالَةِ، {لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: ١١٩]

[قَوْلُهُ تَعَالَى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا] وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. . . .

[١٢٠] قَوْلُهُ تَعَالَى. {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل: ١٢٠] قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الْأُمَّةُ مُعَلِّمُ الخير أي: كان معلم الخير، يَأْتَمُّ بِهِ أَهْلُ الدُّنْيَا، وَقَدِ اجْتَمَعَ فِيهِ مِنَ الْخِصَالِ الْحَمِيدَةِ ما اجتمع فِي أُمَّةٍ، قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ مُؤْمِنًا وَحْدَهُ وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ كُفَّارٌ. قَالَ قَتَادَةُ: لَيْسَ مِنْ أَهْلِ دِينٍ إِلَّا يَتَوَلَّوْنَهُ وَيَرْضَوْنَهُ {قَانِتًا لِلَّهِ} [النحل: ١٢٠] مطيعا. وَقِيلَ. قَائِمًا بِأَوَامِرِ اللَّهِ تَعَالَى، {حَنِيفًا} [النحل: ١٢٠] مُسْتَقِيمًا عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ. وَقِيلَ: مُخْلِصًا. {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: ١٢٠]

[١٢١] {شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ} [النحل: ١٢١] اخْتَارَهُ، {وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: ١٢١] أَيْ: إِلَى دِينِ الْحَقِّ.

[١٢٢] {وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [النحل: ١٢٢] يَعْنِي الرِّسَالَةَ وَالْخُلَّةَ. وَقِيلَ: لِسَانَ الصِّدْقِ وَالثَّنَاءَ الْحَسَنَ. وَقَالَ مُقَاتِلُ بن حيان. يعني الصلاة عليه فِي قَوْلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وآل إِبْرَاهِيمَ. وَقِيلَ: أَوْلَادًا أَبْرَارًا عَلَى الْكِبَرِ. وَقِيلَ: الْقَبُولُ الْعَامُّ فِي جَمِيعِ الْأُمَمِ. {وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [النحل: ١٢٢] مَعَ آبَائِهِ الصَّالِحِينَ فِي الْجَنَّةِ. وَفِي الْآيَةِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ مَجَازُهُ: وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّالِحِينَ.

[١٢٣] {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [النحل: ١٢٣] يَا مُحَمَّدُ {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النحل: ١٢٣] حَاجًّا مُسْلِمًا، {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: ١٢٣] وَقَالَ أَهْلُ الْأُصُولِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَأْمُورًا بِشَرِيعَةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَا نُسِخَ فِي شَرِيعَتِهِ، وَمَا لَمْ يُنْسَخْ صار شرعا.

[١٢٤] قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى} [النحل: ١٢٤]

<<  <  ج: ص:  >  >>