للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦٣] {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} [الحج: ٦٣] بالنبات، {إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ} [الحج: ٦٣] بِأَرْزَاقِ عِبَادِهِ وَاسْتِخْرَاجِ النَّبَاتِ مِنَ الأرض، {خَبِيرٌ} [الحج: ٦٣] بما في قلوب العباد إِذَا تَأَخَّرَ الْمَطَرُ عَنْهُمْ.

[٦٤] {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الحج: ٦٤] عَبِيدًا وَمُلْكًا، {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ} [الحج: ٦٤] عن عباده، {الْحَمِيدُ} [الحج: ٦٤] في أفعاله.

[قوله تَعَالَى أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ] وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ. . . .

[٦٥] {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ} [الحج: ٦٥] يعني وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفَلْكَ، {تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} [الحج: ٦٥] وَقِيلَ: مَا فِي الْأَرْضِ الدَّوَابُّ التي تركب في البر، والفلك التي تُرْكَبُ فِي الْبَحْرِ، {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} [الحج: ٦٥] لِكَيْلَا تَسْقُطَ عَلَى الْأَرْضِ، {إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحج: ٦٥]

[٦٦] {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ} [الحج: ٦٦] يعني: أَنْشَأَكُمْ وَلَمْ تَكُونُوا شَيْئًا، {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} [الحج: ٦٦] عِنْدَ انْقِضَاءِ آجَالِكُمْ، {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [الحج: ٦٦] يَوْمَ الْبَعْثِ لِلثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ} [الحج: ٦٦] لنعم الله.

[٦٧] {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: ٦٧] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي شَرِيعَةً هُمْ عَامِلُونَ بِهَا. وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: عِيدًا. قَالَ قَتَادَةُ وَمُجَاهِدٌ: مَوْضِعَ قُرْبَانٍ يَذْبَحُونَ فِيهِ. وقيل: موضع عبادة مَألفًا يَأْلَفُونَهُ. وَالْمَنْسَكُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الْمَوْضِعُ الْمُعْتَادُ لِعَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، وَمِنْهُ مَنَاسِكُ الْحَجِّ لِتَرَدُّدِ النَّاسِ إِلَى أَمَاكِنِ أَعْمَالِ الْحَجِّ. {فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ} [الحج: ٦٧] يَعْنِي فِي أَمْرِ الذَّبَائِحِ. نَزَلَتْ فِي بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ وَبِشْرِ بْنِ سُفْيَانَ وَيَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ قَالُوا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكُمْ تَأْكُلُونَ مِمَّا تَقْتُلُونَ بِأَيْدِيكُمْ وَلَا تَأْكُلُونَ مِمَّا قَتَلَهُ اللَّهُ؟ قَالَ الزَّجَّاجُ: معنى قوله "لا يُنَازِعُنَّكَ" أَيْ: لَا تُنَازِعْهُمْ أَنْتَ، كَمَا يُقَالُ: لَا يُخَاصِمُكَ فُلَانٌ، أَيْ: لَا تُخَاصِمْهُ، وَهَذَا جَائِزٌ فِيمَا يَكُونُ بَيْنَ الْاثْنَيْنِ، وَلَا يَجُوزُ لَا يَضْرِبَنَّكَ فُلَانٌ وَأَنْتَ تُرِيدُ لَا تَضْرِبْهُ وَذَلِكَ أَنَّ الْمُنَازَعَةَ وَالْمُخَاصَمَةَ لَا تَتِمُّ إِلَّا بِاثْنَيْنِ، فَإِذَا تُرِكَ أَحَدُهُمَا فَلَا مُخَاصَمَةَ هُنَاكَ. {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} [الحج: ٦٧] إِلَى الْإِيمَانِ بِرَبِّكَ، {إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ} [الحج: ٦٧]

[٦٨] {وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحج: ٦٨]

[٦٩] {اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [الحج: ٦٩] فَتَعْرِفُونَ حِينَئِذٍ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ. وَالِاخْتِلَافُ ذَهَابُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَصْمَيْنِ إِلَى خِلَافِ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْآخَرُ.

[٧٠] {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ} [الحج: ٧٠] كله، {فِي كِتَابٍ} [الحج: ٧٠] يَعْنِي اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ، {إِنَّ ذَلِكَ} [الحج: ٧٠] يَعْنِي: عِلْمَهُ لِجَمِيعِ ذَلِكَ، {عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحج: ٧٠]

[٧١] {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} [الحج: ٧١] حجة وبرهانًا، {وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ} [الحج: ٧١] يَعْنِي أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا فَعَلُوا عَنْ جَهْلٍ لَا عَنْ عِلْمٍ،

<<  <  ج: ص:  >  >>