للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذنوبهم {لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} [الروم: ٤١] أَيْ عُقُوبَةَ بَعْضِ الَّذِي عَمِلُوا من الذنوب، {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: ٤١] عن الكفر وأعمالهم الخبيثة.

[قوله تعالى قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ] الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ

[٤٢] {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ} [الروم: ٤٢] لِتَرَوْا مَنَازِلَهُمْ وَمَسَاكِنَهُمْ خَاوِيَةً، {كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ} [الروم: ٤٢] فَأُهْلِكُوا بِكُفْرِهِمْ.

[٤٣] {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} [الروم: ٤٣] الْمُسْتَقِيمِ وَهُوَ دِينُ الْإِسْلَامِ {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ} [الروم: ٤٣] يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى رَدِّهِ مِنَ اللَّهِ {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} [الروم: ٤٣] أَيْ يَتَفَرَّقُونَ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ.

[٤٤] {مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} [الروم: ٤٤] أَيْ وَبَالُ كُفْرِهِ، {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} [الروم: ٤٤] يُوَطِّئُونَ الْمَضَاجِعَ وَيُسَوُّونَهَا فِي الْقُبُورِ.

[٤٥] . {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ} [الروم: ٤٥] قال ابن عباس: لِيُثِيبَهُمُ اللَّهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَوَابِ أَعْمَالِهِمْ،: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [الروم: ٤٥]

[٤٦] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} [الرُّومِ: ٤٦] تُبَشِّرُ بِالْمَطَرِ، {وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الروم: ٤٦] نِعْمَةَ الْمَطَرِ وَهِيَ الْخِصْبُ، {وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} [الروم: ٤٦] لِتَطْلُبُوا مِنْ رِزْقِهِ بِالتِّجَارَةِ فِي البحر، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الروم: ٤٦] رَبَّ هَذِهِ النِّعَمِ.

[٤٧] قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} [الروم: ٤٧] بِالدَّلَالَاتِ الْوَاضِحَاتِ عَلَى صِدْقِهِمْ. {فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا} [الروم: ٤٧] عَذَّبْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوهُمْ، {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: ٤٧] إنجاؤهم مِنَ الْعَذَابِ فَفِي هَذَا تَبْشِيرٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالظَّفَرِ فِي الْعَاقِبَةِ وَالنَّصْرِ عَلَى الْأَعْدَاءِ، قَالَ الْحَسَنُ: أَنْجَاهُمْ مَعَ الرسول من عذاب الأمم.

[٤٨] {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا} [الروم: ٤٨] أَيْ يَنْشُرُهُ، {فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ} [الروم: ٤٨] مسيرة يوم أو يومين أو أكثر عَلَى مَنْ يَشَاءُ، {وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا} [الروم: ٤٨] قطعا متفرقة، {فَتَرَى الْوَدْقَ} [الروم: ٤٨] المطر، {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [الروم: ٤٨] وَسَطِهِ، {فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ} [الروم: ٤٨] أَيْ بِالْوَدْقِ، {مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الروم: ٤٨] يفرحون بالمطر.

[٤٩] {وَإِنْ كَانُوا} [الروم: ٤٩] وَقَدْ كَانُوا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} [الروم: ٤٩] أي آيسين، وَقِيلَ: الْأُولَى تَرْجِعُ إِلَى إِنْزَالِ الْمَطَرِ وَالثَّانِيَةُ إِلَى إِنْشَاءِ السَّحَابِ.

[٥٠] {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ} [الروم: ٥٠] أَرَادَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ الْمَطَرَ أَيِ انْظُرْ إِلَى حُسْنِ تَأْثِيرِهِ فِي الأرض، قال مُقَاتِلٌ: أَثَرُ رَحْمَةِ اللَّهِ أَيْ نِعْمَتُهُ وَهُوَ النَّبْتُ، {كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى} [الروم: ٥٠] يَعْنِي إِنَّ ذَلِكَ الَّذِي يُحْيِي الْأَرْضَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى، {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: ٥٠]

[قوله تعالى وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا] مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ. . .

[٥١] {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا} [الروم: ٥١] بَارِدَةً مُضِرَّةً فَأَفْسَدَتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>