للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[١٢] {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [الشمس: ١٢] أَيْ قَامَ، وَالِانْبِعَاثُ: هُوَ الْإِسْرَاعُ فِي الطَّاعَةِ لِلْبَاعِثِ، أَيْ كَذَّبُوا بِالْعَذَابِ وَكَذَّبُوا صَالِحًا لَمَّا انْبَعَثَ أَشْقَاهَا وَهُوَ قُدَارُ بْنُ سَالِفٍ، وكان أشقر أزرق قصيرا قام لعقر الناقة.

[١٣] {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ} [الشمس: ١٣] صالح، {نَاقَةَ اللَّهِ} [الشمس: ١٣] أَيِ احْذَرُوا عَقْرَ نَاقَةِ اللَّهِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَنْصُوبٌ عَلَى مَعْنَى ذروا ناقة الله، {وَسُقْيَاهَا} [الشمس: ١٣] شُرْبَهَا أَيْ ذَرُوا نَاقَةَ اللَّهِ وَذَرُوا شُرْبَهَا مِنَ الْمَاءِ، فَلَا تَعْرِضُوا لِلْمَاءِ يَوْمَ شُرْبِهَا. [١٤ - ١٥] {فَكَذَّبُوهُ} [الشمس: ١٤] يعني صالحا، {فَعَقَرُوهَا} [الشمس: ١٤] يَعْنِي النَّاقَةَ. {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ} [الشمس: ١٤] قَالَ عَطَاءٌ وَمُقَاتِلٌ: فَدَمَّرَ عَلَيْهِمْ ربهم فأهلكهم. قال المدرج: الدمدمة الهلاك باستئصال. {بِذَنْبِهِمْ} [الشمس: ١٤] بتكذيبهم الرسول وعقرها الناقة، {فَسَوَّاهَا} [الشمس: ١٤] فَسَوَّى الدَّمْدَمَةَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، وَعَمَّهُمْ بِهَا فَلَمْ يَفْلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَوَّى الْأُمَّةَ وَأَنْزَلَ الْعَذَابَ بِصَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا، يَعْنِي سَوَّى بينهم، {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} [الشمس: ١٥] عَاقِبَتَهَا. قَالَ الْحَسَنُ: مَعْنَاهُ لَا يَخَافُ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ تَبِعَةً في إهلاكهم. وهي رواية عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ وَالْكَلْبِيُّ: هُوَ رَاجِعٌ إِلَى العاقر فِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ تَقْدِيرُهُ: إذا انْبَعَثَ أَشْقَاهَا وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا.

[سورة الليل]

[قوله تعالى وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى] . . .

(٩٢) سورة الليل [١] {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: ١] أَيْ يَغْشَى النَّهَارَ بِظُلْمَةٍ فَيَذْهَبُ بضوئه.

[٢] {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} [الليل: ٢] بَانَ وَظَهَرَ مِنْ بَيْنِ الظُّلْمَةِ.

[٣] {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: ٣] يعني ومن خلق، وقيل: هي (ما) المصدرية أي خلق الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى. قَالَ مُقَاتِلٌ وَالْكَلْبِيُّ: يعني آدم وحواء.

[٤] قوله {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: ٤] إِنْ أَعْمَالَكُمْ لِمُخْتَلِفَةٌ فَسَاعٍ فِي فِكَاكِ نَفْسِهِ وَسَاعٍ فِي عَطَبِهَا.

[٥] {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} [الليل: ٥] (أَعْطَى) مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، (واتقى) ربه.

[٦] {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} [الليل: ٦] قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَالضَّحَّاكُ: وَصَدَّقَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهِيَ رِوَايَةُ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: بِالْجَنَّةِ. دَلِيلُهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى -: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: ٢٦] يعني الجنة. وقيل: صدق بِالْحُسْنَى أَيْ بِالْخَلَفِ، أَيْ أَيْقَنَ أَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - سَيَخْلُفُهُ. وَهِيَ رِوَايَةُ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ وَالْكَلْبِيُّ: بِمَوْعُودِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - الَّذِي وَعَدَهُ أي يفي به.

[٧] {فَسَنُيَسِّرُهُ} [الليل: ٧] فسنهيئه في الدنيا، {لِلْيُسْرَى} [الليل: ٧] أَيْ لِلْخَلَّةِ الْيُسْرَى وَهِيَ الْعَمَلُ بِمَا يَرْضَاهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -.

<<  <  ج: ص:  >  >>