للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٤٧, ١٤٨] {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ - وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا} [الشعراء: ١٤٧ - ١٤٨] ثَمَرُهَا يُرِيدُ مَا يَطْلُعُ مِنْهَا من الثمر، {هَضِيمٌ} [الشعراء: ١٤٨] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَطِيفٌ، وَمِنْهُ هَضِيمُ الْكَشْحِ إِذَا كَانَ لَطِيفًا. وروى عطية عنه: يا نع نَضِيجٌ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: هُوَ اللَّيِّنُ. وَقَالَ الْحَسَنُ: هُوَ الرَّخْوُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مُتَهَشِّمٌ مُتَفَتِّتٌ إِذَا مُسَّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ مَا دَامَ رَطْبًا فَهُوَ هَضِيمٌ، فَإِذَا يَبِسَ فَهُوَ هَشِيمٌ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَمُقَاتِلٌ: قَدْ رَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا حَتَّى هَضَمَ بَعْضُهُ بَعْضًا، أَيْ كَسَرَهُ. وَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: هُوَ الْمُنْضَمُّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ فِي وِعَائِهِ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: الْهَضِيمُ هُوَ الدَّاخِلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ مِنَ النُّضْجِ وَالنُّعُومَةِ. وَقِيلَ. هَضِيمٌ أَيْ هَاضِمٌ يَهْضِمُ الطَّعَامَ. وَكُلُّ هَذَا لِلَطَافَتِهِ.

[١٤٩] {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} [الشعراء: ١٤٩] وَقُرِئَ: (فَرِهِينَ) ، قِيلَ: مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ. وَقِيلَ: فَارِهِينَ أَيْ حَاذِقِينَ بِنَحْتِهَا، مِنْ قَوْلِهِمْ: فَرِهَ الرَّجُلُ فَرَاهَةً فَهُوَ فَارِهٌ، وَمَنْ قَرَأَ (فَرِهِينَ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَشِرِينَ بَطِرِينَ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: نَاعِمِينَ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: شَرِهِينَ. قَالَ قَتَادَةُ: مُعْجَبِينَ بِصَنِيعِكُمْ. قَالَ السُّدِّيُّ: مُتَجَبِّرِينَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَرِحِينَ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: فَرِحِينِ. وَالْعَرَبُ تُعَاقِبُ بَيْنَ الْهَاءِ وَالْحَاءِ مِثْلَ مَدَحْتُهُ وَمَدَهْتُهُ. قَالَ الضَّحَّاكُ: كَيِّسِينَ.

[١٥٠، ١٥١] {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ - وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} [الشعراء: ١٥٠ - ١٥١] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمُشْرِكِينَ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: هُمُ التِّسْعَةُ الَّذِينَ عَقَرُوا الناقة وهم.

[١٥٢] {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [الشعراء: ١٥٢] بالمعاصي، {وَلَا يُصْلِحُونَ} [الشعراء: ١٥٢] لَا يُطِيعُونَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَهُمْ بِهِ.

[١٥٣] {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} [الشعراء: ١٥٣] قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ: مِنَ الْمَسْحُورِينَ المخدوعين، أي ممن يسحر مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ الْمُعَلَّلِينَ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، يُقَالُ: سَحَرَهُ أَيْ عَلَّلَهُ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، يُرِيدُ إِنَّكَ تَأْكُلُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ وَلَسْتَ بَمَلَكٍ، بَلْ:

[١٥٤] {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ} [الشعراء: ١٥٤] عَلَى صِحَّةِ مَا تَقُولُ. {إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الشعراء: ١٥٤] أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْنَا.

[١٥٥] {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ} [الشعراء: ١٥٥] حَظٌّ وَنَصِيبٌ مِنَ الْمَاءِ، {وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} [الشعراء: ١٥٥]

[١٥٦] {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} [الشعراء: ١٥٦] بِعَقْرٍ، {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: ١٥٦]

[١٥٧] {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ} [الشعراء: ١٥٧] عَلَى عَقْرِهَا حِينَ رَأَوُا الْعَذَابَ.

[١٥٨] {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: ١٥٨]

[١٥٩] {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الشعراء: ١٥٩]

[قَوْلُهُ تَعَالَى كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ] أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ. . .

<<  <  ج: ص:  >  >>