للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، {أَنَّى يُصْرَفُونَ} [غافر: ٦٩] كَيْفَ يُصْرَفُونَ عَنْ دِينِ الْحَقِّ. قِيلَ: هُمُ الْمُشْرِكُونَ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَجَمَاعَةٍ: أَنَّهَا نَزَلَتْ في القدرية. ٧٠،

[٧١] {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ - إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ} [غافر: ٧٠ - ٧١] يُجَرُّونَ.

[٧٢] {فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} [غافر: ٧٢] قَالَ مُقَاتِلٌ: تُوقَدُ بِهِمُ النَّارُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: يَصِيرُونَ وَقُودًا لِلنَّارِ. ٧٣،

[٧٤] {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ - مِنْ دُونِ اللَّهِ} [غافر: ٧٣ - ٧٤] يَعْنِي الْأَصْنَامَ، {قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا} [غافر: ٧٤] فَقَدْنَاهُمْ فَلَا نَرَاهُمْ، {بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا} [غافر: ٧٤] قِيلَ: أَنْكَرُوا. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا يَنْفَعُ وَيَضُرُّ. وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ: أَيْ لَمْ نَكُنْ نَصْنَعُ مِنْ قَبْلُ شَيْئًا أَيْ ضَاعَتْ عِبَادَتُنَا لَهَا، كَمَا يَقُولُ مَنْ ضَاعَ عَمَلُهُ: مَا كُنْتُ أَعْمَلُ شَيْئًا. قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وجلّ-: {كَذَلِكَ} [غافر: ٧٤] أَيْ كَمَا أَضَلَّ هَؤُلَاءِ، {يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ} [غافر: ٧٤]

[٧٥] {ذَلِكُمْ} [غافر: ٧٥] الْعَذَابُ الَّذِي نَزَلَ بِكُمْ، {بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ} [غافر: ٧٥] تَبْطَرُونَ وَتَأْشَرُونَ، {فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} [غافر: ٧٥] تَفْرَحُونَ وَتَخْتَالُونَ. ٧٦،

[٧٧] {ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ - فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ} [غافر: ٧٦ - ٧٧] بِنَصْرِكَ، {حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ} [غافر: ٧٧] مِنَ الْعَذَابِ فِي حَيَاتِكَ، {أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} [غافر: ٧٧] قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ ذَلِكَ بِهِمْ، {فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر: ٧٧]

[قَوْلُهُ تَعَالَى وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ] قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ. . .

[٧٨] {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ} [غافر: ٧٨] خَبَرَهُمْ فِي الْقُرْآنِ، {وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [غافر: ٧٨] بِأَمْرِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ، {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} [غافر: ٧٨] قَضَاؤُهُ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأُمَمِ، {قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} [غافر: ٧٨] ٧٩،

[٨٠] {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا} [غافر: ٧٩] بَعْضَهَا، {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ - وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} [غافر: ٧٩ - ٨٠] فِي أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَلْبَانِهَا. {وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ} [غافر: ٨٠] تَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَاتِكُمْ، {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} [غافر: ٨٠] أَيْ عَلَى الْإِبِلِ فِي الْبَرِّ وَعَلَى السُّفُنِ فِي الْبَحْرِ، نَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الإسراء: ٧٠]

[٨١] {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ} [غافر: ٨١] دَلَائِلَ قُدْرَتِهِ، {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ} [غافر: ٨١]

[٨٢] {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ} [غافر: ٨٢] يَعْنِي مَصَانِعَهُمْ وَقُصُورَهُمْ، {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ} [غافر: ٨٢] لَمْ يَنْفَعْهُمْ، {مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [غافر: ٨٢] وَقِيلَ: هُوَ بِمَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ، وَمَجَازُهُ: أَيُّ شَيْءٍ أَغْنَى عَنْهُمْ كَسْبُهُمْ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>