مَا يُعْطِيكَ اللَّهُ مِنْ رِزْقِهِ وَثَوَابِهِ خَيْرٌ، {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [المؤمنون: ٧٢] قرأ حمزة والكسائي (خراجا) (فخرج) كِلَاهُمَا بِالْأَلِفِ وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ كِلَاهُمَا بِغَيْرِ أَلِفٍ وَقَرَأَ الْآخَرُونَ (خرجا) بغير الألف (فَخَرَاجُ) بِالْأَلِفِ.
[٧٣] {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المؤمنون: ٧٣] وَهُوَ الْإِسْلَامُ.
[٧٤] {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ} [المؤمنون: ٧٤] أَيْ عَنْ دِينِ الْحَقِّ، {لَنَاكِبُونَ} [المؤمنون: ٧٤] لعادلون مائلون.
[قوله تعالى وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ] لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ. . . . .
[٧٥] {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ} [المؤمنون: ٧٥] قحط وجدوبة {لَلَجُّوا} [المؤمنون: ٧٥] تمادوا، {فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [المؤمنون: ٧٥] وَلَمْ يُنْزَعُوا عَنْهُ.
[٧٦] {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ} [المؤمنون: ٧٦] «وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَى قُرَيْشٍ أَنْ يَجْعَلَ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِّيِّ (١) . يُوسُفَ فَأَصَابَهُمُ الْقَحْطُ، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ بُعِثْتَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: بَلَى، فَقَالَ: قَدْ قَتَلْتَ الْآبَاءَ بِالسَّيْفِ وَالْأَبْنَاءَ بِالْجُوعِ فَادْعُ اللَّهَ أَنَّ يَكْشِفَ عَنَّا هَذَا الْقَحْطَ، فَدَعَا فَكَشَفَ عَنْهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ} [المؤمنون: ٧٦] » ، أَيْ: مَا خَضَعُوا وَمَا ذَلُّوا لِرَبِّهِمْ، وَأَصْلُهُ طَلَبُ السُّكُونِ، {وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: ٧٦] أَيْ: لَمْ يَتَضَرَّعُوا إِلَى رَبِّهِمْ بَلْ مَضَوْا عَلَى تَمَرُّدِهِمْ.
[٧٧] {حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ} [المؤمنون: ٧٧] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي الْقَتْلَ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْتُ. وَقِيلَ: هُوَ قِيَامُ السَّاعَةِ؟ {إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ} [المؤمنون: ٧٧] آيِسُونَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ.
[٧٨] {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ} [المؤمنون: ٧٨] أَيْ: أَنْشَأَ لَكُمُ الْأَسْمَاعَ {وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} [المؤمنون: ٧٨] لِتَسْمَعُوا وَتُبْصِرُوا وَتَعْقِلُوا، {قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [المؤمنون: ٧٨] أَيْ: لَمْ تَشْكُرُوا هَذِهِ النِّعَمَ.
[٧٩] {وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ} [المؤمنون: ٧٩] خَلَقَكُمْ، {فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [المؤمنون: ٧٩] تُبْعَثُونَ.
[٨٠] {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [المؤمنون: ٨٠] أَيْ: تَدْبِيرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: جَعَلَهُمَا مُخْتَلِفَيْنِ يَتَعَاقَبَانِ وَيَخْتَلِفَانِ فِي السَّوَادِ والبياض، {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [المؤمنون: ٨٠] مَا تَرَوْنَ مِنْ صَنْعَةٍ فَتُعْتَبَرُونَ.
[٨١] {بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ} [المؤمنون: ٨١] أَيْ: كَذَّبُوا كَمَا كَذَّبَ الْأَوَّلُونَ.
[٨٢] {قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [المؤمنون: ٨٢] لَمَحْشُورُونَ، قَالُوا ذَلِكَ عَلَى طَرِيقِ الإنكار في التعجب.
[٨٣] {لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا} [المؤمنون: ٨٣] الوعد، {مِنْ قَبْلُ} [المؤمنون: ٨٣] أي: وعد أباءنا قوم زعموا أنهم رسل
(١) هكذا في الأصل، وفي طبعة النمر وزميله.