للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَفَّفَ الْجِيمَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَشَدَّدَهُ الباقون.

[٦٠] . {إِلَّا امْرَأَتَهُ} [الحجر: ٦٠] أي: امرأة لوط، {قَدَّرْنَا} [الحجر: ٦٠] قضينا، {إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ} [الحجر: ٦٠] الْبَاقِينَ فِي الْعَذَابِ، وَالِاسْتِثْنَاءُ مِنَ النَّفْيِ إِثْبَاتٌ، وَمِنَ الْإِثْبَاتِ نَفْيٌ، فَاسْتَثْنَى امْرَأَةَ لُوطٍ مِنَ النَّاجِينَ فَكَانَتْ مُلْحَقَةً بِالْهَالِكِينَ، قَرَأَ أَبُو بكر (قدرنا) هاهنا وَفِي سُورَةِ النَّمْلِ بِتَخْفِيفِ الدَّالِ. والباقون بتشديدها.

[٦١] {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ} [الحجر: ٦١]

[٦٢] {قَالَ} [الحجر: ٦٢] لُوطٌ لَهُمْ {إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} [الحجر: ٦٢] أَيْ: أَنَا لَا أَعْرِفُكُمْ.

[٦٣] {قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ} [الحجر: ٦٣] أَيْ: يَشُكُّونَ فِي أَنَّهُ نَازِلٌ بِهِمْ وَهُوَ الْعَذَابُ لِأَنَّهُ كَانَ يُوعِدُهُمْ بِالْعَذَابِ وَلَا يُصَدِّقُونَهُ.

[٦٤] {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ} [الحجر: ٦٤] بِالْيَقِينِ. وَقِيلَ: بِالْعَذَابِ، {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [الحجر: ٦٤]

[٦٥] {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ} [الحجر: ٦٥] أي: خَلْفَهُمْ، {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} [الحجر: ٦٥] حَتَّى لَا يَرْتَاعُوا مِنَ الْعَذَابِ إِذَا نَزَلَ بِقَوْمِهِمْ. وَقِيلَ: جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ عَلَامَةً لِمَنْ يَنْجُو مِنْ آلِ لُوطٍ، {وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} [الحجر: ٦٥] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي الشَّامَ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: يَعْنِي زُغَرَ. وَقِيلَ: الْأُرْدُنُ.

[٦٦] {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ} [الحجر: ٦٦] أي وقضينا إلى آل لوط ذَلِكَ الْأَمْرِ أَيْ أَحْكَمْنَا الْأَمْرَ الَّذِي أُمِرْنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ، وأخبرناه {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ} [الحجر: ٦٦] يَدُلُّ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ وَقُلْنَا لَهُ إِنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ يعني أصلهم، {مَقْطُوعٌ} [الحجر: ٦٦] مستأصل، {مُصْبِحِينَ} [الحجر: ٦٦] إِذَا دَخَلُوا فِي الصُّبْحِ.

[٦٧] {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ} [الحجر: ٦٧] يعني سدوم، {يَسْتَبْشِرُونَ} [الحجر: ٦٧] بِأَضْيَافِ لُوطٍ أَيْ: يُبَشِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا طَمَعًا فِي رُكُوبِ الْفَاحِشَةِ منهم.

[٦٨] {قَالَ} [الحجر: ٦٨] لُوطٌ لِقَوْمِهِ، {إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي} [الحجر: ٦٨] وَحَقٌّ عَلَى الرَّجُلِ إِكْرَامُ ضَيْفِهِ، {فَلَا تَفْضَحُونِ} [الحجر: ٦٨] فِيهِمْ.

[٦٩] {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ} [الحجر: ٦٩] وَلَا تُخْجِلُونِ.

[٧٠] {قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ} [الحجر: ٧٠] أَيْ: أَلَمْ نَنْهَكَ عَنْ أَنْ تُضِيفَ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ. وَقِيلَ: أَلَمْ نَنْهَكَ أَنْ تُدْخِلَ الْغُرَبَاءَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّا نَرْكَبُ مِنْهُمُ الْفَاحِشَةَ.

[قوله تعالى قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ لَعَمْرُكَ] إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ. . . . .

[٧١] {قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي} [الحجر: ٧١] أُزَوِّجُهُنَّ إِيَّاكُمْ إِنْ أَسْلَمْتُمْ فَأْتُوا الْحَلَالَ وَدَعَوُا الْحَرَامَ, {إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} [الحجر: ٧١] مَا آمُرُكُمْ بِهِ. وَقِيلَ: أَرَادَ بِالْبَنَاتِ نِسَاءَ قَوْمِهِ لِأَنَّ النَّبِيَّ كَالْوَالِدِ لِأُمَّتِهِ.

[٧٢] قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَعَمْرُكَ} [الحجر: ٧٢] يَا مُحَمَّدُ أَيْ وَحَيَاتِكَ, {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ} [الحجر: ٧٢] حيرتهم وضلالتهم {يَعْمَهُونَ} [الحجر: ٧٢] يَتَرَدَّدُونَ, قَالَ قَتَادَةُ: يَلْعَبُونَ. رُوِيَ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنِ ابْنِ عباس أنه قَالَ: مَا خَلَقَ

<<  <  ج: ص:  >  >>