ترجمة الإمام البغوي هو الإمام العلامة الحافظ المفسر المحدث الفقيه محيي السنة أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مَسْعُودٍ الفراء البغوي من أئمة السلف الصالح المتمسكين بالكتاب والسنة.
ولد في بلدة (بغشور أو: بغ) وإليها نسبته وهي من بلاد خراسان، وذلك في أوائل العقد الرابع من القرن الخامس الهجري.
ونشأ البغوي شافعي المذهب غير متعصب لإمامه ولا مندد بغيره من العلماء، بل سلك مسلك أهل الاختيار والترجيح والتصحيح.
ومنهجه في العقيدة منهج السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم فلم يشغل نفسه بنظريات المتفلسفة وخلافات المتكلمين من الجهمية والمعتزلة وغيرهم، وإنما التزم بمنهج أهل السنة والجماعة ناشرًا له ومدافعًا عنه.
وقد تنقل البغوي في كثير من البلاد طلبا للعلم إلى أن استقر في (مروالروذ) الوطن الثاني للبغوي، وبقي فيها إلى أن وافته المنية عن نيف وثمانين سنة فيما بين عام (٥١٠ هـ) إلى (٥١٦ هـ) على خلاف في ذلك.
وقد أجمع علماء أهل السنة على جلالة قدر الإمام البغوي ورسوخ علمه بالكتاب والسنة وعلومهما، وصفه من ترجم له: بشيخ الإسلام ومحيي السنة وعلامة زمانه وأنه دينًا ورعًا عابدًا حافظًا ثبتًا ثقة حجة صحيح العقيدة.
وهو من أئمة الحديث الشريف، واسع المعرفة بمتونه وأسانيده وأحوال رجاله. كما أنه إمام في الفقه والأحكام. وإمام في التفسير وعلوم القرآن الكريم.
وقد خلف مؤلفات كثيرة منها شرح السنة، ومصابيح السنة، ومعالم التنزيل وهو أصل هذا المختصر والتهذيب في فقه الإمام الشافعي. وغير ذلك كثير.
وأخذ الإمام البغوي العلم عن أئمة عصره وكبار الحفاظ والمحدثين في زمانه منهم: الْإِمَامُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ محمد بن أحمد المروزي المتوفى سنة (٤٦٢ هـ) ، ومحدث مرو عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ الهروي المتوفى سنة (٤٦٣ هـ) ، والإمام علي بن يوسف الجويني شيخ الحجاز المتوفى (٤٦٣ هـ) وغيرهم.
وقد روى عنه تلاميذ عدة منهم مجد الدين العطاردي الأصولي والمحدث الطائي الهمذاني وآخرون. رحم الله البغوي رحمة واسعة ورحمنا معه بمنه وكرمه إنه على ذلك قدير.