للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْبَصِيرُ بِالْهُدَى، أَيِ الْمُؤْمِنُ وَالْمُشْرِكُ.

[٢٠] {وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ} [فاطر: ٢٠] يَعْنِي الْكُفْرَ وَالْإِيمَانَ.

[٢١] {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ} [فاطر: ٢١] يَعْنِي الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحَرُورُ الرِّيحُ الْحَارَّةُ بِاللَّيْلِ والسموم بِالنَّهَارِ. وَقِيلَ: الْحَرُورُ يَكُونُ بِالنَّهَارِ مَعَ الشَّمْسِ.

[٢٢] {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ} [فاطر: ٢٢] يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْكُفَّارَ. وَقِيلَ: الْعُلَمَاءُ وَالْجُهَّالُ. {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ} [فاطر: ٢٢] حَتَّى يَتَّعِظَ وَيُجِيبَ، {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: ٢٢] يَعْنِي الْكَفَّارَ شَبَّهَهُمْ بِالْأَمْوَاتِ فِي الْقُبُورِ حِينَ لَمَّ يُجِيبُوا.

[٢٣] {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ} [فاطر: ٢٣] مَا أَنْتَ إِلَّا مُنْذِرٌ تَخَوِّفُهُمْ بِالنَّارِ.

[٢٤] {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ} [فاطر: ٢٤] مَا مِنْ أُمَّةٍ فِيمَا مَضَى {إِلَّا خَلَا} [فاطر: ٢٤] سلف، {فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: ٢٤] نَبِيٌّ مُنْذِرٌ.

[٢٥] {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ} [فاطر: ٢٥] بالكتب {وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} [فاطر: ٢٥] الواضح كرر ذكر الْكِتَابَ بَعْدَ ذِكْرِ الزُّبُرِ عَلَى طَرِيقِ التَّأْكِيدِ.

[٢٦] {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} [فاطر: ٢٦] أي إنكاري.

[٢٧] {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ} [فاطر: ٢٧] طُرُقٌ وَخُطَطٌ وَاحِدَتُهَا جُدَّةٌ مِثْلَ مُدَّةٍ وَمُدَدٍ، {بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: ٢٧] يَعْنِي سُودٌ غَرَابِيبُ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، يُقَالُ: أَسْوَدُ غِرْبِيبٌ أَيْ شَدِيدُ السَّوَادِ تَشْبِيهًا بِلَوْنِ الْغُرَابِ، أَيْ طَرَائِقُ سُودٌ.

[٢٨] {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} [فاطر: ٢٨] ذَكَرَ الْكِنَايَةَ لِأَجْلِ مِنْ، وَقِيلَ: رَدَّ الْكِنَايَةَ إِلَى مَا فِي الْإِضْمَارِ، مَجَازُهُ: وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مَا هُوَ مُخْتَلِفُ أَلْوَانُهُ، {كَذَلِكَ} [فاطر: ٢٨] يَعْنِي كَمَا اخْتَلَفَ أَلْوَانُ الثِّمَارِ وَالْجِبَالِ , وَتَمَّ الْكَلَامُ هَاهُنَا ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُرِيدُ إِنَّمَا يَخَافُنِي مِنْ خَلْقِي مَنْ عَلِمَ جبروتي وعزتي وسلطاني قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» (١) . وَقَالَ مَسْرُوقٌ: كَفَى بِخَشْيَةِ اللَّهِ عِلْمًا وكفى بالاغترار بالله جهلا {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: ٢٨] أَيْ عَزِيزٌ فِي مُلْكِهِ غَفُورٌ لذنوب عباده.

[٢٩] قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ} [فاطر: ٢٩] يَعْنِي قَرَأُوا الْقُرْآنَ، {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: ٢٩]


(١) قطعة من حديث رواه البخاري في التفسير ٨ / ٢٨٠ ومسلم في الفضائل برقم (٢٣٥٩) ٤ / ١٨٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>