= أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج ١٧/ ق ١٦١) من طريق ابن صاعد، حدّثنا الحسين بن الحسن، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن يزيد بن جابر به. وإسناده صحيح إلَّا أنه مرسل.
وجاءت هذه الوصية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعدد من الصحابة في أحاديث عن معاذ، وأبي الدرداء، وأميمة، وعبادة بن الصامت، وأبي ريحانة، وأبي المليح، وعلي رضي الله عنهم وإسماعيل بن أمية.
أما حديث معاذ رضي الله عنه فله عنه طريقان:
الأولى: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن معاذ قال: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعشر كلمات، قال: لا تشرك باللهِ شيئًا وإن قتلت وحُرقْتَ، ولا تَعُقن والديك، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، لا تتركن صلاة مكتوبة متعمدًا، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله، ولا تشربن خمرًا، فإنه رأس كل فاحشة، وإياك والمعصية، فإن المعصية تحل سخط الله عزّ وجل، واياك والفرار من الزحف، وإن هلك الناس، وإذا أصاب الناس موتان وأنت فيهم فاثبت، وأنفق على عيالك من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك أدبًا، وأخفهم من الله.
أخرجه أحمد (٥/ ٢٣٨) عن أبي اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن جبير به.
وذكره المنذري في الترغيب (١/ ٣٨٣) وقال: إسناد أحمد صحيح لو سلم من الانقطاع فان عبد الرحمن بن جبير بن نفير لم يسمع من معاذ.
قلت: وفيه عنعنة إسماعيل بن عياش وهو مدلس.
الثانية: عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ رضي الله عنه أن رجلًا قال:
يا رسول الله! علمني عملًا إذا عملته دخلت الجنة، قال: لا تشرك بالله شيئًا وإن حرقت، وأطع والديك وإن أخرجاك من مالك، ولا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر، ولا تتركن الصلاة متعمدًا، فإن من ترك الصلاة متعمدًا برئت منه ذمة الله، لا =