= قلت: والنضر تقدم أنه ضعيف جدًا. وحديث ابن عباس الذي ذكره العقيلي متنه بنحو حديث جابر.
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤/ ٢٨٩)، وابن عدي في الكامل (٦/ ١١٩) كلاهما من طريق حبّان بن علي، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس به.
وحبان بن علي قال في التقريب (ص ١٤٩): ضعيف.
والكلبي هو محمد بن السائب قال في التقريب (ص ٤٧٩): متهم بالكذب. فهذا إسناد تالف لا يصلح كشاهد. وقد خولف حبّان في إسناده فرواه إسماعيل بن عياش، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قال: قيل لعائشة: إن أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: لَأَنْ يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا، فقالت عائشة: يرحم الله أبا هريرة، حفظ أول الحديث ولم يحفظ آخره، إن المشركين كانوا يهاجون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا من مهاجاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٣٧١)، وابن عدي في الكامل (٦/ ١٢٠).
وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها فالكلبي كوفي. ثم إن محمد بن السائب تقدم قول الحافظ في التقريب (ص ٤٧٩): متهم بالكذب.
وعلى ذلك فإن هذا الحديث بهذه الأسانيد وبهذا المتن لا يثبت بل هو باطل بهذه الزيادة "هجيت به" كما قال الحافظ في الفتح (١٠/ ٤٥٤)، والألباني في الضعيفة (٣/ ٢٣٨).
علمًا أن الحديث دون الزيادة ثابت في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وعوف بن مالك، وعمر بن الخطاب، ومالك بن عمير، وأبي الدرداء رضي الله عنهم، وطاووس مرسلًا. =