= وللحديث شواهد عن أنس، وأبي أمامة تخص القول لأبي أيوب أما حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي أيوب: ألا أدلك على تجارة؟ قال بلى. قال: صِل بين الناس إذا تفاسدوا، وقرب بينهم إذا تباعدوا.
فأخرجه البزّار: كما في الكشف (٢/ ٤٤١)، والطبراني: كما في الترغيب للمنذري (٣/ ٤٨٩).
وقال البزّار: لَا نَعْلَمُهُ يُروى عَنْ أَنَسٍ إلَّا مِنْ هذا الوجه، ولا نعلم حدث به عن حميد إلَّا عبد الله بن عمر، ولا عنه إلَّا ابنه عبد الرحمن، وعبد الرحمن ليّن الحديث، حدّث بأحاديث لم يتابع عليها.
قلت: عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن عمر بن حفص العمري قال في التقريب (ص ٣٤٤): متروك. فالإسناد ضعيف جدًا.
وأما حديث أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله عليه وسلم- لأبي أيوب بن زيد: يا أبا أيوب! ألا أدلك على عمل يرضاه الله ورسوله؟ قال بَلَى، قَالَ: تُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا.
فأخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ٣٠٧) من طريق خالد بن خداش، عن حماد بن زيد، عن عبد الله بن حفص، عن أبي أمامة مرفوعًا.
وعبد الله بن حفص: لم أميزه.
وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٨٠): وعبد الله بن حفص صاحب أبي أمامة: لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قلت: فيه كذلك خالد بن خداش قال في التقريب (ص ١٨٧): صدوق، يخطئ، فالإسناد ضعيف. ولمعنى الحديث شواهد دون بيان أن القول موجه لأبي أيوب، عن أبي الدرداء، وأبي هريرة، وعلي مرفوعًا، وابن عباس، وأنس، وعبد الله بن عمرو وأم كلثوم.
أما حديث أبي الدرداء رضي الله عنه فله عنه طريقان: =