= أبي داود، رواه أحمد، والبزار، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، خلا الحسن بن الحكم النَّخَعي، وهو ثقة.
قلت: ومما تقدم يتضح أن أرجح الأوجه هو الوجه الثالث، وذلك لعدة أمور:
١ - أن رواته جمع.
٢ - أن معظمهم من الثقات.
٣ - أن الوجه الأوّل قد ضُعِّف، كما تقدم في كلام البخاريُّ، كما ضُعِّف الوجه الثاني بما يُفهم من كلام البزّار، وابن عَدي، ويلتقي هذا الترجيح مع ترجيح أبي حاتم، والبيهقيُّ، كما تقدم، والله أعلم.
ويشهد له حديث ابن عباس، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم، كما يلي:
١ - حديث ابن عباس: أخرجه ابن أبي شيبة (١٢/ ٣٣٦) واللفظ له، والطبراني في الكبير (١١/ ٥٦) ومن طريقه التبريزي في النصيحة (ص ٦٢) من طريق سفيان عن أبي موسى، عن ابن مُنَبِّه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"مَنْ بَدَا جَفَا، ومن أَتبع الصيد غفل".
زاد الطبراني:"ومن أتى السلطان افتتن".
قال التبريزي: هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائيُّ في كتبهم من حديث سفيان الثوري.
وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع (٢/ ١٠٥٥)، وعزاه للطبراني عن ابن عباس، وقال: صحيح.
وأخرجه البخاريُّ معلقًا في التاريخ الكبير (٨/ كنى ٧٠)، وأحمد (١/ ٣٥٧)، وأبو داود (٣/ ١١١)، والترمذي (٤/ ٤٥٤)، والنسائيُّ (٧/ ١٩٥)، وأبو نُعيم في الحلية (٤/ ٧٢) من طريق سفيان الثوري به، بلفظ قريب.
ولفظ البخاريُّ:"من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن اتبع السلطان افتتن". =