= أما أبو فزارة فهو راشد بن كيسان. ثقة. انظر: التقريب (١/ ٢٤٠: ٥)، وأن جهله بعضهم.
وأما أبو زيد: فقال عنه في التقريب (٢/ ٤٢٥: ٢٧)، مجهول.
وقال عنه الترمذي في سننه بعد ذكر الحديث (١/ ٦٠)، وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث، لا تعرف له رواية غير هذا الحديث. اهـ.
وقال ابن عدي في الكامل (٧/ ٢٩٢)، وأبو زيد مولى عمرو بن حريث مجهول.
وكذا جهله ابن الجوزي في العلل (١/ ٣٥٧)، والهيثمي في المجمع (٨/ ٣١٧)، كتاب علامات النبوة، باب قدوم وفد الجن، وقال الزيلعي في نصب الراية (١/ ١٣٨)، وقد ضعف العلماء هذا الحديث بثلاث علل:
أحدها: جهالة أبي زيد.
والثاني: التردد في أي فزارة، هل هو راشد بن كيسان، أو غيره.
والثالث: أن ابن مسعود لم يشهد ليلة الجن مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. اهـ.
لكن كلامه هذا لا يسلم إلَّا في أبي زيد.
أما أبو فزارة فقد جزم بأنه راشد بن كيسان، ابن عدي، والدارقطني، وابن عبد البر، وابن حجر وغاية ما قيل فيه قول أحمد: إنه مجهول. وتبعه ابن الجوزي في العلل المتناهية.
لكن ذكر الحافظ في التهذيب أن الخلال ذكر في علله قول أحمد هذا.
وقال: وتعقبه ابن عبد الهادي فقال: هذا النقل عن أحمد غلط من بعض الرواة عنه، وكأنه اشتبه عليه أبو زيد بأبي فزارة.
وعلى هذا فالقول الراجح أنه راشد بن كيسان، وما دام هو فهو ثقة.
وأما الأمر الثالث الذي ذكره فقد ورد الحديث الذي يفيد شهوده ليلة الجن من عدة طرق، لكنها ضعيفة ضعفًا منجبرًا. =