= سابعًا: المروي عن ابن شهاب: ولفظه كان عمر لا يأذن لسبي قد احتلم في دخول المدينة حتى كتب المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة يذكر له غلامًا عنده صنعًا.
ويستأذنه أن يدخله المدينة ويقول: إن عنده أعمالًا كثيرة فيها منافع للناس. إنه حداد، نقاش، نجار، فكتب إليه عمر فأذن له أن يرسل به إلى المدينة، وضرب عليه المغيرة مائة درهم كل شهر، فجاء إلى عمر يشتكي إليه شدة الخراج. فقال له عمر: ماذا تحسن من العمل؟ فذكر له الأعمال التي يحسن. فقال له عمر: ما خراجك بكثير في كنه عملك، فانصرف ساخطًا يتذمر. فلبث عمر ليالي ثم أتى العبد ساخطًا عابسًا إلى عمر، ومع عمر رهط. فقال: لأصنعن لك رحى يتحدث بها الناس. ثم ذكر بقيته وهو كنحو مما تقدم، وأنه طعنه ثلاث طعنات إحداهن تحت السرة، وأنه أمر عبد الرحمن بالصلاة بالناس، واحتمل إلى بيته، واستدعي له ثلاثة من الأطباء. وأنه نهى عن النياحة عليه.
أخرجه كذلك ابن سعد في الطبقات (٣/ ٣٤٥)، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب فذكره.
ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن عساكر في تاريخه (١٣/ ١٦٥).
ورجاله كلهم ثقات. إلَّا أنه مرسل كما ترى.
ثامنًا: المروي عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وأشياخ ولفظه: رأى عمر بن الخطاب في المنام فقال: رأيت ديكًا أحمر نقرني ثلاث نقرات بين الثنة والسرة، قالت أسماء بنت عميس أم عبد الله بن جعفر. قولوا له فليوص. وكانت تعبّر الرؤيا. فلا أدري أبلغه أم لا. ثم ذكره بنحو مما تقدم. وفيه: فخرج عمر إلى الحج، فلما صدر اضطجع بالمحصب، وجعل رداءة تحت رأسه. فنظر إلى القمر فأعجبه استواؤه وحسنه، فقال: بدأ ضعيفًا. ثم لم يزل الله يزيده وينميه حتى استوى، فكان أحسن ما كان. ثم هو ينقص حتى يرجع كما كان. وكذلك الخلق كله، ثم رفع يديه فقال: اللهم إن رعيتي قد كثرت وانتشرت فاقبضني إليك غير عاجر ولا مضيع. فصدر =