= والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٧٠)، والفسوي أيضًا في تاريخه (٢/ ٢٩٨)، والحربي في غريب الحديث (٣/ ٩٩١)، والطبراني في الكبير (٧/ ٥٣: ٦٣٥٩) كلهم من طريق محمَّد بن مهاجر، به.
ولفظ ابن سعد:"كذبوا، الآن جاء القتال، الآن جاء القتال، لا يزال الله يزيغ قلوب أقوام تقاتلونهم، ويرزقكم الله عَزَّ وَجَلَّ منهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وعقر دار الإِسلام بالشام".
قلت: هذا الإِسناد حسن؛ لأن فيه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وهو صدوق، وبقية رواته ثقات.
أما حديث نصر بن علقمة: فقد أخرجه النسائي في الكبرى (٥/ ٢١٨)، كتاب السير (متى تضع الحرب أوزارها)، والطبراني في الكبير (٧/ ٥٣: ٦٣٦٠).
فالخلاصة: أن الحديث بهذا الطريق مداره على الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، وروى عنه بوجهين:
١ - تفرّد به محمَّد بن مهاجر، فرواه عنه عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
٢ - ورواه عدد من الرواة الثقات عنه، عن جبير بن نفير، عن سلمة بن نفيل الحضرمي، وهذا هو الراجح وذلك لما يأتي:
أولًا: أن الذين رووه هم عدد من الرواة، كلهم ثقات ما عدا نصر بن علقمة أبو علقمة فهو مقبول، وأما الوجه الأول فقد تفرّد بن محمَّد بن مهاجر، وهو وإن كان ثقة إلَّا أن حديثه شاذ، وحديث الجماعة محفوظ.
ثانيًا: أن الوليد بن مسلم القرشي لم يصرح بالسماع في الوجه الأول، وهو مدلس من المرتبة الرابعة بينما نجد في الوجه الثاني أنه صرح بالسماع من محمَّد بن مهاجر كما هو عند ابن سعد في الطبقات، وعليه فإن الوجه الأول ضعيف، والوجه الثاني صحيح.