= فإنه ليس بضعيف لأن الأزدي ضعفه بسبب هذا الخبر المنكر عن بقية عنه، والحمل فيه على أبان أولى ممن دونه، كما قال الحافظ ابن حجر أما إسماعيل بن عبد الله البصري، فهو صدوق كما قال الحافظ في التقريب (ص ١٠٨).
وبقية بن الوليد الحمصي:"صدوق كثير التدليس عن الضعفاء" وهو من المرتبة الرابعة من المدلسين إلَّا أن تدليسه لا يضر، لأنه صرح بالسماع هنا، وفيه هشام بن عمار بن نصير السلمي، وهو صدوق لكنه اختلط كما ذكره ابن الكيال في الكواكب (ص ٤٢٤) ولا يعرف حال أحمد بن المعلى هل أخذه عنه قبل الاختلاط أو بعده؟
وذكره الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٩٤)، وقال:"رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عبد الله الكندي وهو ضعيف".
فالخلاصة أن الحديث بهذين الطريقين ضعيف، إلَّا أن للحديث شواهد سأذكرها بحسب فقرات الحديث المختلفة:
ولقوله في الحديث:(دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ) شواهد من حديث أبي هريرة والحسن بن علي وأنس والنعمان بن بشير رضي الله عنهم.
١ - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أرم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة".
أخرجه مسلم (٢/ ٧٥١: ١٠٦٩)، كتاب الزكاة، باب تحريم الزكاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
٢ - حديث الحسن بن علي رضي الله عنه، قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فألقيتها في فمي، فانتزعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلعابها، فألقاها في التمر، فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التمرة، قال: إنا لا نأكل الصدقة، قال: وكان يقول: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة، قال: وكان يعلمنا هذا الدعاء اللهم اهدني فيمن هديت ... " الحديث.
أخرجه أحمد (١/ ٢٠٠) عن يحيى القطان ومحمد بن جعفر عن شعبة قال: =