٢ - إن محمَّد بن إسحاق صرّح بالسماع، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي في الوجه الأول، ولم يصرّح به في الوجه الثاني، وهو مدلس كما تقدم، ولا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع.
قلت: وبناء على ما تقدم تبيّن أن الوجه الأول هو الراجح، وأما الوجه الثاني فهو مرجوح.
وقد وهم الشيخ الألباني في الصحيحة (٣/ ٣٤٠) حيث خلط بين الوجهين وقال: "وسفيان هو ابن عيينة وقد تابعه سلمة بن الفضل عند أحمد" والواقع أن سلمة بن الفضل يروي وجهًا آخر كما تقدم.
وللحديث شواهد متعددة فيها التصريح بأن هذا الجيش الذي ذكر في الحديث هو الجيش الذي يغزو الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم.
١ - حديث عائشة رضي الله عنها، مرفوعًا:"يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت: قلت يا رسول الله! كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: "يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم".
أخرجه البخاري في كتاب البيوع، باب ما ذكر في الأسواق، كما في الفتح (٤/ ٣٩٧: ٢١١٨)، وابن حبّان كما في الإِحان (٨/ ٢٦٦)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ١١) كلهم من طرق عن إسماعيل بن زكريا عن محمَّد بن سوقة، عن نافع بن جبير بن مطعم قال: حدَّثتني عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- ... فذكره.
٢ - حديث حفصة أم المؤمنين رضي الله عنه، أنها سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم، وينادى أولهما آخرهم ثم يخسف بهم، فلا يبقى إلَّا الشريد الذي يخبر عنهم". =