= والحديث بمتابعه الذي ذكره الحافظ عند ابن أبي عمر، يكون حسنًا لغيره، وله متابعات أخرى لبعضه. فقد:
أخرجه ابن حبان في صحيحه. انظر: موارد الظمآن (ص٥٢/ ٩٤): باب السؤال للفائدة: قال:
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، والحسين بن عبد الله القطان بالرقة، وابن سلم -واللفظ للحسن- قالوا:
حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر قال:"دخلت المسجد فإِذا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جالس وحده فقال: يا أبا ذر، إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان، فقم، فاركعهما، قال:
فقمت فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ، فما الصلاة؟ قال: خير موضوع ... وذكر حديثًا طويلًا جدًا".
ثم نقل عن أبي حاتم -وهو الرازي- قوله: إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني كذاب. اهـ.
قلت: وذكر ابن الجوزي نحوه عن أبي زرعة، وقد نهاه أبو حاتم عن التحديث عنه وعلل ذلك. انظر: الجرح والتعديل.
والذي يظهر لي أنه لا يصل إلى درجة أن يوسف بأنه كذاب.
قال الذهبي في الميزان:(وهو صاحب حديث أبي ذر الطويل، انفرد به عن أبيه عن جده.
قال الطبراني: لم يرو هذا عن يحيى إلَّا ولده، وهم ثقات.
وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج حديثه في الأنواع). اهـ.
وبعد أن ذكر ابن أبي حاتم قول أبيه:(أظنه لم يطلب العلم، وهو كذاب).
قال: ذكرت لعلي بن الحسين بن الجنيد بعض هذا الكلام عن أبي فقال: صدق أبو حاتم، ينبغي ألا يحدث عنه. اهـ.=