للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالصدقة، وللمساوي معاشرة لحسن العشرة والتآلف والتوادد.

والهدايا تختلف مقاصد أصحابها، فالمهدي لتحصيل المودة والتعارف ولإصلاح ذات البيت لا تهمه المكافأة، والمهدى للملوك غرضه الكسب، ومضاعفة البدل، ومن غرضه الأجر فكالصدقة، إلى غير ذلك من الأغراض المتباينة.

من النظم مما يتعلق في باب الهبة:

ألا أن ذي الأموال في الأرض منحة … لمحنة من يحذي النوال فيجتدي

بها يفرق المرء السخي من الفتى … البخيل وذو الأطماع من ذي التزهد

ويعرف أرباب الأمانات عندها … وكل خؤون بالتصنع مرتدى

يرى الناس أبواب التزهد حيلة … ويسعى لتحصيل الحطام المزهد

له وثبات في اكتساب حطامه … ولو ملك الطوفان لم يسق من صدى

تعالى الكريم الله من أن يرى له … ولي بخيل قابض الكف واليد

فشر خلال المرء حرص وبخله … من الله يقصيه فيا ويل مبعد

وإن كريم الناس فيهم محبب … قريب من الحسنى بعيد عن الردى

يغطي عيوب المرء في الناس جوده … ويخمل ذكر النابه البخل فأبعد

فسارع إلى كسب المعالي ودع فتى … توانى عن العليا لكسب مصدد

<<  <  ج: ص:  >  >>