للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوسف ابن الحسين بن علي الرازي، صاحب ذي النون المصري وهو صاحب قصة الغار معه.

ثم دخلت سنة خمس وثلاثمائة في هذه السنة مات أبو جعفر محمد بن عثمان العسكري، المعروف بالسمان، ويعرف أيضاً بالعمري، رئيس الإمامية. وكان يدعي أنه الباب إِلى الإمام المنتظر. وفيها قدم رسول ملك الروم إلى بغداد، فلما استحضروا عبئ لهم العسكر وصفت الدار بالأسلحة، وأنواع الزينة، وكان جملة العسكر المصفوف حينئذ مائة ألف وستين ألفاً، ما بين راكب وواقف ووقف الغلمان الحجرية بالزينة والمناطق المحلاة، ووقف الخدام الخصيان كذلك كانوا سبعة آلاف، أربعة آلاف خادم أبيض وثلاثة آلاف أسود، ووقف الحجاب كذلك، وهم حينئذ سبع مائة حاجب، وألقيت المراكب والزوارق في دجلة بأعظم زينة، وزينت دار الخلافة، فكانت الستور المعلقة عليها ثمانية وثلاثين ألف ستر، منها ديباج مذهبة اثنا عشر ألفاً وخمس مائة، وكانت البسط اثنين وعشرين ألفاً، وكان هناك مائة سبع، مع مائة سباع، وكان في جملة الزينة، شجرة من ذهب وفضة، تشتمل على ثمانية عشر غصناً، وعلى الأغصان والقضبان الطيور والعصافير من الذهب والفضة، وكذلك أوراق الشجرة من الذهب والفضة، والأغصان تتمايل بحركات موضوعة، والطيور تصفر بحركات مرتبة، وشاهد الرسول من العظمة ما يطول شرحه، وأحضر بين يدي المقتدر، وصار الوزير يبلغ كلامه إِلى الخليفة، ويرد الجواب عن الخليفة.

ثم دخلت سنة ست وثلاثمائة في هذه السنة جعل على شرطة بغداد نجح الطولوني فجعل في الأرباع فقهاء، يكون عمل أصحاب الشرطة بفتواهم، فضعفت هيبة السلطنة بسبب ذلك، فطمع اللصوص والعيارون، وأخذت ثياب الناس في الطرق المنقطعة، وكثرت الفتن.

إرسال المهدي العلوي ابنه القائم بعساكر إِفريقية إِلى مصر وفي هذه السنة جهز المهدي جيشاً كثيفاً مع ابنه القائم إِلى مصر فوصل إِلى الإسكندرية، واستولى عليها، ثم سار حتى دخل الجيزة، وملك أشمونين، وكثيراً من الصعيد، وبعث المقتدر مؤنساٌ الخادم، فوصل إِلى مصر، وجرى بينه وبين القائم عدة وقعات، ووصل إِلى الإسكندرية من إِفريقية ثمانون مركباً نجدة للقائم، وأرسل المقتدر مراكب من طرسوس، إِلى قتال مراكب القائم، وكانت خمسة وعشرين مركباً، فالتقت المراكب المراكب على رشيد، واقتتلوا، واقتتلت العساكر في البر، وكانت الهزيمة على عسكر المهدي ومراكبه، فعادوا إِلى إِفريقية بعد أن قتل منهم وأُسر.

وفي هذه السنة توفي القاضي محمد بن خلف بن حيان الضبي المعروف بوكيع، وكان عالماً بأخبار الناس، وله تصانيف حسنة. وفيها في جمادى الأولى توفي الإمام أبو العباس أحمد بن سريج الفقيه الشافعي، وكان من عظماء الشافعية، وأئمة المسلمين، وكان يقال له الباز الأشهب، وولي القضاء بشيراز، وبلغت مصنفاته أربع مائة

<<  <  ج: ص:  >  >>