وما استحل باغياً إمامكم ... يزيد بألطف من ابن فاطم
وها إلى اليوم الظباء خاضبة ... من دمهم مناسر القشاعم
وأشعار مهيار المذكور مشهورة. وفيها توفي أبو الحسين أحمد بن محمد ابن أحمد القدوري الحنفي، ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بالعراق، وارتفع جاهه، وصنف كتابه المسمى بالقدوري المشهور، ونسبته إلى القدور جمع قدر، قال القاضي شمس الدين ابن خلكان: ولا أعلم وجه نسبته إليها. وفيها توفي الشيخ الرئيس أبو علي الحسن بن عبد الله بن سينا البخاري، وكان والده من أهل بلخ، وانتقل منها إلى بخارى في أيام الأمير نوح ابن منصور الساماني، ثم تزوج امرأة بقرية أفشنة، وقطن بها، وولد له الشيخ الرئيس وأخوه بهاء، وختم الرئيس القرآن وهو ابن عشر سنين، وقرأ الحكمة على أبي عبد الله الناتلي، وحل إقليدس والمجسطي، واشتغل في الطب، وأتقن ذلك كله، وهو ابن ثمان عشرة سنة، وكان ببخارى ثم انتقل منها إلى كركنج، وهي بالعربي الجرجانية، ثم انتقل إلى أماكن شتى حتى أتى إلى جورجان، فاتصل به أبو عبد الله الجورجاني، أكبر أصحاب الشيخ الرئيس المذكور، ثم انتقل إلى الري واتصل بخدمة مجد الدولة ابن فخر الدولة أبي الحسن علي بن ركن الدولة حسن بن بويه، ثم خدم شمس المعالي قابوس بن وشمكير، ثم فارقه وقصد علاء الدولة بن كاكويه بأصفهان وخدمه، وتقدم عنده، ثم إن الرئيس المذكور مرض بالصرع والقولنج، وترك الحمية ومضى إلى همذان وهو مريض، ومات بهمذان في هذه السنة، وكان عمره ثمانياً وخمسين سنة، ومصنفاته وفضائله مشهورة، وقد كفر الغزالي ابن سينا المذكور، وصرح الغزالي بذلك في كتابه الموسوم بالمنقذ من الضلال، وكذلك كفر أبا نصر الفارابي، ومن الناس من يرى رجوع ابن سينا إلى الشرائع واعتقادها، وحكى الرئيس أبو علي المذكور، في المقالة الأولى من الفن الخامس، من طبيعيات الشفاء قال: وقد صح عندي بالتواتر ما كان ببلاد جورجان في زماننا من أمر حديد، لعله يزن مائة وخمسين منا نزل من الهواء فنشب في الأرض. ثم نبا نبوة الكرة التي يرمى بها الحائط، ثم عاد فنشب في الأرض، وسمع الناس لذلك صوتاً عظيماً هائلاً، فلما تفقدوا أمره ظفروا به وحملوه إلي وإلى جورجان، ثم كاتبه سلطان خراسان محمود ابن سبكتكين،