للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعشرين وأربعمائة حسبما تقدم، فسار شمس الملك طفقاج خان أبو إسحاق إبراهيم بن نصر أيلك خان من سمرقند، وملك بلادهما. وتوفي طفقاج سنة اثنتين وستين وأربعمائة.

ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة.

موت أبي كاليجار وملك ابنه الملك الرحيم في هذه السنة توفي الملك أبو كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة ابن ركن الدولة ابن بويه، في رابع جمادى الأولى بمدينة جناب من كرمان، وكان قد سار إلى بلاد كرمان، لخروج عامله بهرام الديلمي عن طاعته، ومرض من قصر مجاشع، وتم سايراً، وقويت به الحمى وضعف عن الركوب، فركب في محفة، فتوفي في جناب، وكان عمره أربعين سنة وشهوراً، وكان ملكه العراق أربع سنين وشهرين، ولما توفي نهبت الأتراك الخزائن والسلاح والدواب من العسكر. وكان معه ولده أبو منصور فلاستون بن أبي كاليجار فعاد إلى شيراز وملكها. ولما وصل خبر وفاة أبي كاليجار إلى بغداد وبها ولده الملك الرحيم أبو نصر خسره فيروز بن أبي كاليجار، جمع الجند واستحلفهم واستولى على بغداد، ثم أرسل الملك الرحيم عسكراً إلى شيراز، فقبضوا على أخيه أبي منصور فلا ستون، وعلى والدته في شوال هذه السنة، وخطب للملك الرحيم بشيراز، ثم سار الملك الرحيم من بغداد إلى خوزستان، فلقيه من بها من الجند وأطاعوه، ومن جملتهم كرشاسف بن علاء الدولة صاحب همذان، فإنه كان قد قدم إلى الملك أبي كاليجار لما أخذ منه إبراهيم ينال أخو طغريل بك همذان.

غير ذلك من الحوادث

في هذه السنة توفي محمد بن محمد بن غيلان البزار وهو راوي الأحاديث المعروفة بالغيلانيات التي أخرجها الدارقطني، وهي من أعلى الحديث وأحسنه.

ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وأربعمائة فيها جمع فلاستون بن أبي كاليجار جمعاً بعد أن خلص من الاعتقال، واستولى على بلاد فارس، وفيها جرى بين طغرلبك وأخيه إبراهيم ينال وحشة أدت إلى قتال بينهما، فانهزم إبراهيم ينال وعصي بقلعة سرماح، فحصره بها طغرلبك واستنزله قهراً. وفيها أرسل ملك الروم إلى السلطان طغرلبك هدية عظيمة، وطلب منه المعاهدة فأجابه إليها، وعمر مسجد القسطنطينية، وأقام فيه الصلاة والخطبة لطغرلبك، ودانت الناس له وتمكن ملكه وثبت. وفيها أفرج السلطان طغرلبك عن أخيه ينال وتركه معه.

وفاة مودود في هذه السنة في رجب توفي أبو الفتح مودود بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>