للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمصلى القيروان، وأقام العرب يحاصرون البلاد وينهبونها إلى سنة تسع وأربعين وأربعمائة، وانتقل المعز إلى المهدية في رمضان سنة تسع وأربعين وأربعمائة، ونهبت العرب القيروان.

غير ذلك من الحوادث فيها سار مهلهل بن محمد بن عنان أخو أبي الشوك إلى السلطان طغرلبك، فأحسن إليه طغرلبك وأقره على بلاده، ومن جملتها السيروان، ودقوقا وشهرزور، والصامغان، وكان سرحاب بن محمد أخو مهلهل محبوساً عند طغرلبك، فأطلقه لأخيه مهلهل.

ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. فيها كانت الفتنة بين السنية والشيعة ببغداد، وعظم الأمر، وأحرق ضريح قبر موسى بن جعفر، وقبر زبيدة، وقبور ملوك بني بويه، وجميع الترب التي حواليها، ووقع النهب، وقصد أهل الكرخ إلى خان الحنفيين، وقتلوا مدرس الحنفيين أبا سعيد السرخسي، وأحرقوا الخان ودور الفقهاء، ثم صارت الفتنة إلى الجانب الشرقي فاقتتل أهل باب الطاق وسوق يحيى والأساكفة.

وفاة زعيم الدولة بركة بن المقلد وفي هذه السنة توفي بركة بن المقلد بن المسيب بتكريت، واجتمع العرب وكبراء الدولة على إقامة ابن أخيه قريش بن بدران بن المقلد، وكان بدران بن المقلد المذكور صاحب نصيبين، ثم صارت لقريش المذكور بعده، وكان قرواش تحت الاعتقال منذ اعتقله أخوه بركة مع القيام بوظائفه ورواتبه، فلما تولى قريش نقل عمه قرواشاً إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل، فاعتقله بها.

غير ذلك من الحوادث فيها وقت العصر ظهر ببغداد سكب له ذؤابة، غلب نوره على الشمس، وسار سيراً بطيئاً، ثم انقض. وفيها وصل رسول طغرلبك إلى الخليفة بالهدايا. وفيها عاد طغرلبك عن أصفهان إلى الري. وفيها كرشاسف بن علاء الدولة بن كاكويه بالأهواز، وكان قد استخلفه بها أبو منصور بن أبي كاليجار.

ثم دخلت سنة أربع وأربعين وأربعمائة قتل عبد الرشيد في هذه السنة قتل عبد الرشيد بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة، قتله الحاجب طغريل، وكان حاجباً لمودود بن مسعود، فأقره عبد الرشيد وقدمه، فطمع في الملك وخرج على عبد الرشيد المذكور، فانحصر عبد الرشيد بقلعة غزنة، وحصره طغريل حتى سلمه أهل القلعة، فقتله طغريل وتزوج ببنت السلطان مسعود كرهاً، ثم اتفقت كبراء الدولة ووثبوا على طغريل فقتلوه، وأقاموا فرخزاد بن مسعود ابن محمود بن سبكتكين،

<<  <  ج: ص:  >  >>