بن بويه، ثم ابنه صمصام الدولة بن كاليجار المرزبان بن عضد الدولة، ثم أخوه شرف الدولة شيزريك بن عضد الدولة، ثم أخوه بهاء الدولة أبو نصر بن عضد الدولة، ثم ابنه سلطان الدولة أبو شجاع بن بهاء الدولة، ثم أخوه شرف الدولة ابن بهاء الدولة، ثم أخوه جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة، ثم ابن أخيه أبو كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة، ثم ابنه الملك الرحيم خسره فيروز ابن أبي كاليجار بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه وهو آخرهم.
غير ذلك من الحوادث فيها وقعت الفتنة بين الشافعية والحنابلة ببغداد، فأنكرت الحنابلة على الشافعية الجهر بالبسملة، والقنوت في الصبح، والترجيع في الأذان، ثم دخلت سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. فيها تزوج الخليفة القائم ببنت داود أخي طغرلبك. وفيها وقعت حرب بين عبيد المعز بن باديس، وبين عبيد ابنه تميم بن المعز بالمهدية، فانتصرت عبيد تميم وقتلوا في عبيد المعز وأخرجوهم من المهدية.
ابتداء دولة الملثمين والملثمون من عدة قبائل، ينتسبون إلى حمير، وكان أول مسيرهم من اليمن في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه، سيرهم إلى جهة الشام، وانتقلوا إلى مصر، ثم إلى المغرب مع موسى بن نصير، وتوجهوا مع طارق إلى طنجة، وأحبوا الانفراد فدخلوا الصحراء واستوطنوها إلى هذه الغاية، فلما كانت هذه السنة، توجه رجل منهم اسمه جوهر من قبيلة جدالة إلى إفريقية، طالباً الحج، فلما عاد استصحب معه فقيهاً من القيروان يقال له عبد الله بن ياسين الكزولي، ليعلم تلك القبائل دين الإسلام، فإنه لم يبق فيهم غير الشهادتين والصلاة في بعضهم.
فتوجه عبد الله بن ياسين مع جوهر حتى أتيا قبيلة لمتونة، وهي القبيلة التي منها يوسف بن تاشفين أمير المسلمين، ودعياها إلى العمل بشرائع الإسلام، فقالت لمتونة: أما الصلاة والصوم والزكاة فقريب، وأما قولكما من قتل يقتل، ومن سرق يقطع، ومن زنا يرجم، فهذا أمر لا نلتزمه، اذهبا عنا.
فمضى جوهر وعبد الله بن ياسين إلى جدالة قبيلة جوهر، فدعاهم عبد الله بن ياسين والقبائل التي حولهم إلى شرائع الإسلام. فأجاب أكثرهم، وامتنع أقلهم، فقال ابن ياسين للذين أجابوا إلى شرائع الإسلام: يجب عليكم قتال المخالفين لشرائع الإسلام، فأقيموا لكم أميراً، فقالوا: أنت أميرنا فامتنع ابن ياسين وقال لجوهر: أنت الأمير. فقال جوهر: أخشى من تسلط قبيلتي على الناس، ويكون وزر ذلك علي.
ثم اتفقا على أبي بكر بن عمر رأس قبيلة لمتونة، فإنه سيد مطاع، ليلزم لمتونة قبيلته، فأتيا أبا بكر بن عمر وعرضا عليه ذلك فقبل، فعقد له البيعة، وسماه ابن ياسين أمير المسلمين، اجتمع إليه