للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمسكت بعرى اللذات ذاتهم ... يا بئس ما جنت اللذات والذات

ومنها:

فجعت منها بإخوان ذوي ثقة ... فأتوا وللدهر في الإخوان آفات

واعتضت في آخر الصحراء طائفة ... لغاتهم في جميع الكتب ملغاة

يعني البربر أعني ابن تاشفين وعسكره.

وفيها سار أبو حامد الغزالي إلى الشام وترك التدريس في النظامية لأخيه نيابة عنه، وتزهد ولبس الخشن، وزار القدس وحج، ثم عاد إلى بغداد وسار إلى خراسان.

وفيها توفي أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن حميد الحميدي الأندلسي، وهو مصنف الجمع بين الصحيحين، وكان ثقة فاضلاً، ومولده قبل العشرين وأربعمائة، وهو من أهل ميورقة، وكان عالماً بالحديث، سمع بالمغرب ومصر والشام والعراق، وكان نزهاً عفيفاً، وله تاريخ، كراسة واحدة أو كراستان، ختمه بخلافة المقتدي.

وفيها توفي علي بن عبد الغني المقري الضرير الحصري القيرواني، الشاعر المشهور. سافر من القيروان إلى الأندلس، ومدح المعتمد، وغيره، ثم سار إلى طنجة من بر العدوة، فتوفي بها، وله أشعار جيدة منها قصيدته التي منها:

يا ليل الصب متى غده ... أقيام الساعة موعده

رقد السمار فأرقه ... أسف للبين يردده

ومنها:

هاروت يعنعن فن السح ... ر إلى عينيك ويسنده

وإذا أغمدت اللحظ قتل ... ت فكيف وأنت تجرده

ما أشرك فيك القلب فل ... في نار الهجر تخلده

ثم دخلت سنة تسع وثمانين وأربعمائة ذكر ملك كربوغا الموصل كان تنش قد حبس كربوغا بحمص لما قتل أقسنقر، كما قدمنا ذكره في سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وبقي كربوغا في الحبس حتى أرسل بركيارق إلى رضوان، صاحب حلب يأمره بإطلاقه فأطلقه وأطلق أخاه الطنطاش، واجتمع على كربوغا البطالون وقصد نصيبين وبها محمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش فطلع محمد إلى كربوغا واستحلفه، ثم غدر كربوغا بمحمد وقبض عليه وحاصر نصيبين وملكها، ثم سار إلى الموصل وقتل في طريقه محمد بن مسلم بن قريش بن بدران بن المقلد بن المسيب، وحصر الموصل وبها علي بن مسلم أخو محمد المذكور من حين استنابه بها تنش على ما ذكرناه، فلما ضاق عليه الأمر هرب علي بن مسلم المذكور من الموصل إلى صدقة بن مزيد بالحلة، وتسلم كربوغا الموصل بعد حصار تسعة أشهر، ثم إن الطنطاش استطال على أخيه كربرغا، فأمر بقتله، فقتل الطنطاش في ثالث يوم استولى كربوغا على الموصل وأحسن كربرغا السيرة فيها. وفيها استولى

<<  <  ج: ص:  >  >>