عسكر خليفة مصر العلوي على القدس، في شعبان، وأخذوه من إيلغازي وسقمان بن أرتق.
ثم دخلت سنة تسعين وأربعمائة ذكر مقتل أرسلان أرغون كان للسلطان ملكشاه أخ اسمه أرسلان أرغون بن ألب أرسلان، وكان مع أخيه ملكشاه، فلما مات ملكشاه سار أرسلان أرغون واستولى على خراسان، وكان شديد العقوبة لغلمانه، كثير الإهانة لهم، وكانوا يخافونه عظيماً، فدخل عليه غلام له وليس عنده أحد، فأنكر عليه أرسلان أرغون تأخره عن الخدمة، وأخذ الغلام يعتذر فلم يقبل عذره، فوثب الغلام وقتل أرسلان أرغرن بسكين،، وكان مقتله في المحرم من هذه السنة، ولما قتل أرسلان أرغون سار بركيارق إلى خراسان واستولى عليها، وأرسل إلى ما وراء النهر، فأقيمت له الخطبة بتلك البلاد وسلم بركيارق خراسان إلى أخيه السلطان سنجر بن ملكشاه، وجعل وزيره أبا الفتح علي بن الحسين الطغرائي.
ذكر ابتداء دولة بيت خوارزم شاه
وأولهم محمد خوارزم شاه بن أنوش تكين، وكان أنوش تكين مملوكاً لرجل من غرشتان ولذلك قيل له أنوش تكين غرشه، فاشتراه منه أمير من السلجوقية اسمه بلكابل وكان أنوشتكين حسن الطريقة فكبر وعلا محله، وصار أنوشتكين مقدماً مرجوعاً إليه، وولد له محمد خوارزم شاه المذكور، فرباه والده أنوشتكين وأحسن تأديبه، فانتشأ محمد عارفاً أديباً، وتقدم بالعناية الأزلية، واشتهر بالكفاية وحسن التدبير، فلما قدم الأمير داذا الحبشي إلى خراسان وهو من أمراء بركيارق؛ كان قد أرسله بركيارق لتهدئة أمر خراسان؛ بسبب فتنة كانت قد وقعت فيها من الأتراك، قتل فيها النائب على خوارزم، فوصل داذا وأصلح أمر خوارزم، واستعمل على خوارزم في هذه السنة محمد بن أنوشتكين المذكور، ولقبه خوارزم فقصر محمد أوقاته على معدلة ينشرها ومكرمة يفعلها، وقرب أهل العلم والدين، فعلا محله وعظم ذكره، ثم أقره السلطان سنجر على ولاية خوارزم، وعظمت منزلة محمد خوارزم شاه المذكور عند السلطان سنجر، ولما توفي خوارزم شاه محمد، ولي بعده ابنه أطسز فمد غلال الأمن وأفاض العدل.
ذكر الحرب بين رضوان وأخيه دقاق فيها سار رضوان من حلب إلى دمشق ليأخذها من أخيه دقاق، وسار مع رضوان باغي سيان ابن محمد التركماني صاحب أنطاكية وجناح الدولة، ووصلوا إلى دمشق فلم ينل منها غرضاً، فارتحل منها رضوان إلى القدس فلم يملكها وتراجعت عنه عساكره فرجع إلى حلب،