القتال، فانهزم بركيارق وعسكره، وسار بركيارق إلى جرجان، ثم إلى دامغان.
[ذكر غير ذلك من الحوادث:]
فيها جمع صاحب ملطية وسيواس وغيرهما، وهو كمشتكين بن طيلو المعروف بابن الدانشمند، وإنما قيل له ابن الدانشمند لأن أباه كان معلم التركمان والمعلم عندهم اسمه الدانشمند، فترقى ابنه حتى ملك هذه البلاد، وقصد الفرنج وكانوا قد ساروا إلى قرب ملطية، وأوقع بهم وأسر ملكهم.
وفي هذه السنة توفي أبو علي يحيى بن عيسى بن جذلة الطبيب، صاحب كتاب المنهاج الذي جمع فيه الأدوية والأغذية المفردة والمركبة، كان نصرانياً ثم أسلم، وصنف رسالة في الرد على النصارى وبيان عوار مذهبهم، ومدح فيها الإسلام وأقام الحجة على أنه الدين الحق، وذكر فيها ما قرأه في التوراة والإنجيل في ظهور النبي صلى الله عليه وسلم، وأن اليهود والنصارى أخفوا ذلك، وهي رسالة حسنة، وصنف أيضاً في الطب كتاب تقويم الأبدان، وغير ذلك، ووقف كتبه قبل موته، وجعلها في مشهد أبي حنيفة رضي الله عنه.
ذكر ابتداء دولة بيت شاهرمن من ملوك خلاط وفي هذه السنة أعمي سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، كان استيلاء سقمان القطبي، وقيل سكمان بالكاف، على خلاط، وكان سكمان المذكور مملوكاً للملك إسماعيل صاحب مدينة مرند من أذربيجان، ولقب إسماعيل المذكور قطب الدين وكان من بني سلجوق. ولذلك قيل لسكمان المذكور القطبي نسبة إلى مولاه قطب الدين إسماعيل المذكور، وانتشأ سكمان المذكور في غاية الشهامة والكفاية، وكان تركي الجنس وكانت خلاط لبني مروان