أتيتُ حذيفة فقال: من أنتَ يا أصلع؟! قلت: أنا زر بن حبيش، حَدِّثني بصلاة رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في بيت المقدس حين أُسري به، قال: من أخبركَ يا أصلع؟! قلت: القرآن، قال: القرآن؟ فقرأت:{سبحان الذي أسرى بعبده} من الليل، وهكذا هي قراءة عبد الله إلى قولِه:{إنّه هو السميعُ البصير}، فقال: فهل تراه صلّى فيه؟ قلت: لا، قال:
إنّه أتِيَ بدابة - قال حماد وصفها عاصم، لا أحفظُ صفتها - قالَ: فحمله عليها جبريل، أحدهما رديف صاحبِه، فانطلق معه [من] ليلته، حتى أتى بيتَ المقدس، فأري ما في السماواتِ وما في الأرض، ثمَّ رجعا عودهما على بدئهما، فلم يصلّ فيه، ولو صلّى فيه لكانت سنة.
حسن - "الصحيحة"(٨٧٤)، لكن قوله:"فلم يصل ... " إلخ خطأ (١).
٣٣ - ٣٤ - عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ليلةَ أُسريَ بي انتهيتُ إلى بيت المقدس، فَخرَقَ جبريل الصخرة بإصبعِه، وشدَّ بها البراق".
صحيح - "المشكاة"(٥٩٢١/ التحقيق الثاني).
٣٤ - ٣٥ - عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
"رأيتُ ليلة أُسريَ بي رجالًا تُقرضُ شفاههم بمقاريضَ من النارِ، فقلت: من هؤلاءِ يا جبريل؟! فقال: الخطباءُ من أمتك؛ الذين يأمرونَ الناسَ بالبرَّ وينسونَ أنفسهم وهم يتلونَ الكتابَ؛ أفلا يعقلونَ؟! ".
(١) قلت: وذلك لأنه قد ثبت في غير ما حديث صلاته - صلى الله عليه وسلم - فيه إمامًا بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولذلك كان من السنة شد الرحل إليه والصلاة فيه، كما هو معلوم، وفيه أحاديث، سيأتي أحدها في آخر (٩ - الحج/ ٤٢).