للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فانتدبَ رجل من المهاجرين ورجل من الأنصارِ، فقالا: نحن يا رسول الله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"فكونا بفم الشِّعب".

قال: وكانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه نزلوا إلى شِعبٍ من الوادي، فلما خرج الرجلان إلى فم الشِعْبِ؛ قال الأنصاري للمهاجري: أيُّ الليلِ أحبُّ إليكَ أن أكفيَك، أولَه أو آخرَه؟ قال: بل اكفني أولَه، قال: فاضطجعَ المهاجري فنامَ، وقامَ الأنصاري يصلي، وأتى زوجُ المرأة، فلما رأى شخصَ الرجل، عرف أنه ربيئة (١) القوم، فرماه بسهم فوضعه فيه، فنزعه فوضعه، وثبتَ قائمًا يصلي، ثمَّ رماه بسهم آخر فوضعه فيه، فنزعه وثبتَ قائمًا يصلي، فلما عادَ الثالثة فوضعه فيه، فنزعه فوضعه، ثمَّ ركع وسجد، ثمَّ أهبَّ صاحبَه فقال: اجلس فقد أتيتُ، فوثبَ، فلما رآهما الرَّجل؛ عرف أنه نُذِر (٢) به [فهرب] (٣)، فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء؛ قال: سبحان الله! أفلا أهبتني أول ما رماك؟ قال: كنت في سورة أقرأها، فلم أحبّ أن أقطعها حتى أُنفِذها، فلما تابع عليّ الرمي ركعت، فآذنتك، وايم الله لولا أن أضيِّع ثغرًا أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظه؛ لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها.

حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (١٩٣)، التعليق على "مختصر البخاري" (١/ ٩٦/ ٤٥).


(١) هو العين والطليعة الذي ينظر للقوم؛ لئلا يدهمهم عدو. "نهاية".
(٢) أي: علموا به، وأحسُّوا بمكانه. "نهاية".
(٣) سقطت من الأصل واستدركتها من طبعتي "الإحسان". وغفل عنها المعلقون الأربعة على الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>