من هذين اللذين وثقاه، وإنْ كان تبعهما ابن حبان بقوله في "الثقات"(٧/ ٨٢) - لأن البحث إنما يدور حول تساهله -:
"من ثقال أهل الشام ومتقنيهم".
نعم؛ لا ينافي التضعيف المذكور قول أبي زرعة الدمشقي:
"حديثه عن الزهري مستوي".
لأنه يمكن أن يكون عنى حديثًا خاصًّا مما وافق فيه الثقات؛ مثل حديث الكسوف المشار إليه فيما تقدم عن الحافظ.
ونحوه قول أبي أحمد الحاكم:
"مستقيم الحديث".
وقد أشار إلى عدم المنافاة المذكورة ابن عدي؛ مع تضعيفه لابن نمر هذا بقوله في "الكامل"(٤/ ٢٩٣):
"له عن الزهري أحاديث مستقيمة، وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء".
وكان قد صدّر ترجمته بقوله:
"هو ضعيف في الزهري".
ثم ساق له حديثه عن الزهري، عن عروة بن الزبير، أنه سمع مروان بن الحكم يقول: أخبرتني بسرة .. أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالوضوء من مس الذكر، والمرأة كذلك.
ثم أشار إلى نكارة هذه الزيادة:"والمرأة كذلك"، ثم عزا الإنكار إلى ابن معين - أيضًا -.
وتبعهم البيهقي، لكنه استظهر أنها من قول الزهري أدرجت في الحديث،