"إنْ شئتَ أَخبرتك عمّا جئتَ تسأل، وإن شئتَ سألني فأُخبرك".
فقال: لا، يا نبي الله! أخبرني عَما جئت أسأَلُكَ؟ قال:
"جئت تسألني عن الحاج؛ ما له حين يخرج من بيته، وما له حين يقوم بعرفات، وما له حين يرمي الجمار، وما له حين يحلق رأسه، وما له حين يقضي آخرَ طواف بالبيت؟ ".
فقال: يا نبيَّ الله! والذي بعثك بالحق؛ ما أَخطأتَ ممّا كانَ في نفسي شيئًا، قال:
"فإنَّ له حين يخرجُ من بيته: أنَّ راحلته لا تخطو خطوة؛ إلّا كتبَ له بها حسنة، أو حطَّتْ عنه بها خطيئة، فإذا وقفَ بعرفة؛ فإنَّ الله عزَّ وجلَّ ينزلُ إلى السَّماء الدنيا فيقول: انظروا إلى عبادي شعثًا غُبرًا، اشهدوا أنّي قد غفرت لهم ذنوبهم؛ وإن كانت عدد قطر السَّماء، ورمل عالج، وإِذا رمى الجمار؛ لا يدري أحد ماله حتّى يتوفّاه يوم القيامة، [وإِذا حَلَقَ رأسَه؛ فله بكلِّ شعرةٍ سقطت من رأسه نورٌ يومَ القيامةِ](١)، وإِذا قضى آخرَ طوافهِ بالبيت؛ خرج من ذنوبِه كيومَ ولدته أُمّه".
(١) سقطت من الأَصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، و"البزار"، و"الطَّبرانيُّ" وغيرها، والسياق يقتضيها؛ فإنّها جوابُ السؤالِ المتقدم عن حلق الرّأس، ويظهر أَنّه سقطٌ قديم، فقد عزاه المنذري (٢/ ١٢٩ - ١٣٠/ ١١) لابن حِبان دونَها! وهذا بخلاف ما نقله المعلقون الأربعة عن الحافظ أنه ذكر عن المنذري أنها في "صحيح ابن حبّان"؛ فإنه إن كان يعني كتابه "الترغيب" فهو وهم =