أوَّلُهنَّ: أَن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، ومَثَلُ ذلك مَثلُ رجلٍ اشترى عبدًا يخالص مالِه بذهب أو وَرِق، وقال له: هذه داري وهذا عملي، فجعل العبد يعمل ويؤدي إِلى غير سيده! فأيّكم يسرُّه أَن يكونَ عبدُه هكذا؟! وإنَّ اللهَ خلقكم ورزقكم، فاعبدوه ولا تشركوا به شيئًا.
وآمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإنَّ العبدَ إذا لم يلتفت استقبله جلّ وعلا بوجهه.
وآمركم بالصيام، وإنّما مَثَل ذلك كمثل رجل معه صرّة فيها مسك، وعنده عصابة يسرّه أَن يجدوا ريحها؛ فإنَّ [ريح] الصائم عند الله أَطيب من ريح المسك.
وآمركم بالصدقة، وإنَّ مَثَل ذلك كمثل رجل أَسره العدو، فأَوثقوا يده إِلى عنقِه، وأَرادوا أَن يضربوا عنقه، فقال: هل لكم أَن أَفدي نفسي؟ فجعل يعطيهم القليل والكثير ليفكَّ نفسه منهم.
وآمركم بذكر الله؛ فإنَّ مَثَل ذلك مثل رجل طلبه العدوّ سِراعًا في أَثرِه، فأَتى على حصن حصين، فأَحرزَ نفسَه فيه، فكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إِلّا بذكر الله".
قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:
"وأَنا آمركم بخمس أَمرني الله بها: الجماعة، والسمع، والطاعة،