قال: الحمد للهِ، ثمَّ قالَ - صلى الله عليه وسلم -:
"معشرَ عبد القيس! ما لي أَرى وجوهَكم قد تغيرت؟! ".
قالوا: يا نبيَّ الله! نحنُ بأَرض وخمة، وكنّا نتخذُ من هذه الأَنبذةِ ما يقطعُ اللُّحمان في بطوننا، فلمّا نَهيتنا عن الظروفِ؛ فذلك الذي ترى في وجوهنا، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
"إنَّ الظروفَ لا تُحِلُّ ولا تحرّم، ولكن كلُّ مسكرٍ حرام، وليسَ أَن تجلسوا (١) فتشربوا، حتّى إذا امتلأت العروقُ تفاخرتم (٢)، فوثبَ الرَّجل على ابن عمّه فضربه بالسيفِ فتركه أَعرج".
قال: وهو يومئذٍ في القوم الأَعرج الذي أَصابَه ذلك.
صحيح - التعليق على "المشكاة"(٢/ ٦٢٥/ ٥٠٥٤ - التحقيق الثاني).
* * *
(١) و (٢) كذا في طبعات الكتاب، وهو موافق لما في "أبي يعلى" (١٢/ ٢٤٤) الذي عنه رواه ابن حبان، وفي طبعتي "الإحسان": "تحبسوا"، "تناحرتم".