للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَمّا إِذ فتَّني (١) بنفسِك؛ فانْصَحْ لي؛ وذلك أنّه قال له: تكلّم لا بأس، فأمَّنه، فقال الهرمزان: نعم، إنَّ فارس اليوم رأس وجناحان.

قال: فأَين الرأس؟ قال: (نهاوند) مع (بُندار) (٢)، قال: فإنَّ معه أَساوِرَةَ (٣) كسرى وأَهل (أَصفهان).

قال: فأَين الجناحان؟ فذكر الهرمزان مكانًا نسيتُه، فقال الهرمزان: اقطع الجناحين توهن الرأس.


(١) الأصل: (أمنتني)! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، والمعنى: نجوت بنفسك من قتلي، وذلك أن عمر رضي الله عنه قال له: تكلم، لا بأس، وقد جاءت هذه الجملة في قصة بين عمر وأنس رضي الله عنهما، قال أنس:
"حاصرنا (تستر)، فنزل (الهرمزان) على حكم عمر، فلما قدم عليه استعجمه، فقال له عمر: تكلم لا بأس عليك، وكان ذلك تأمينًا له.
ذكره الحافظ من رواية ابن أبي شيبة، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" بإسناد صحيح عن أنس.
قلت: وهي في "ابن أبي شيبة" (١٢/ ٤٥٦ - ٤٥٧ و ١٣/ ٢٥٢٤)، وأخرجها أبو عبيد أيضًا في "الأموال" (١١٣/ ٣٠٤ و ٣٠٥) كلاهما بأتم مما ذكره الحافظ، وكأنه اختصره.
ثم رواها ابن أبي شيبة (١٣/ ١٩ - ٢٤) بإسناد آخر مطولًا جدًّا بسند فيه جهالة عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال:
لما نزل أبو موسى بالناس على الهرمزان، ومن معه بـ (تستر) ... إلخ.
وفيها روائع من بطولات السلف رضي الله عنهم.
(٢) الأصل: (بيداد)! والتصحيح من "تاريخ الطبري" (٤/ ٢٣٣ - ٢٣٤)، و"فتح الباري" (٦/ ٣٦٤ - ٢٦٥). ويبدو لي - والله أعلم - أن (البُندار) لقب يطلق على بعض تجار العلوج، فراجع - إن شئت - "أنساب السمعاني".
(٣) الأساوِرَة: جمع الأسوار: قائد الفرس، وقيل: هو الجيد الرمي بالسهام، وقيل: هو الجيد الثبات على ظهر الفرس، انظر "لسان العرب".

<<  <  ج: ص:  >  >>