للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كانَ أَبو لؤلؤة عبدًا للمغيرة بن شعبة، وكان يصنع الأَرْحاء (١)، وكانَ المغيرة يستغله كلَّ يوم [بِـ] أَربعة دراهم، فلقي أَبو لؤلؤة عمرَ بن الخطابِ - رضي الله عنه - فقال: يا أَميَر المؤمنين! إِنَّ المغيرة قد أثقلَ عليّ غَلَّتي، فكلِّمه يخفف عنّي، فقال له عمر: اتقِ اللهَ وأَحسن إِلى مولاك -[ومن نية عمر أَن يلقى المغيرة فيكلمه يخفف]- (٢)، فغضب العبد وقال: وسع الناسَ كلَّهم عدلُك غيري! فأضمرَ على قتلِه، فاصطنعَ خِنجرًا له رأسان، وسَمَّه، ثمَّ أَتى به الهرمزان؛ فقال: كيف ترى هذا؟ فقال: أَرى أنّك لا تضرب بهذا أَحدًا إِلّا قتلته.

قال: وتحين أَبو لؤلؤة عمر، فجاءه في صلاة الغداة، حتّى قامَ وراء عمر، وكانَ عمر إِذا أُقيمت الصلاة يقول: أَقيموا صفوفكم، فقال كما كانَ يقول؛ فلمّا كبَّر عمر؛ وَجَأَه أَبو لؤلؤة في كتفه، وَوَجَأه في خاصرته، وسقط عمر، وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلاً، فهلك منهم سبعة، وحُمل عمر، فَذُهب به إِلى منزلِه، وصاح الناس؛ حتّى كادت تطلع الشمس، فنادى الناسَ عبدُ الرحمن بن عوف: يا أَيّها النّاس! الصلاةَ الصلاةَ.

قال: ففزعوا إلى الصلاة، فتقدّم عبد الرحمن بن عوف؛ فصلّى بهم بأَقصر سورتين في القرآن، فلمّا قضى صلاتَه؛ توجهوا إِلى عمر، فدعا عمر بشراب


(١) جمع (الرحا): الأداة التي يطحن بها، وهي حجران مستديران يوضع أحدهما على الآخر، ويدار الأعلى على قطب. "المعجم الوسيط".
(٢) زيادة من "مسند أَبي يعلى" (٥/ ١١٦)؛ فإنَّ المؤلف رواه عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>