فغمزه بعض القوم؛ فقال: إِنّه، وإِنّه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:]
"أَليسَ قد شهد بدرًا؟! ".
قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! ولكنّه كذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"لعلَّ الله اطّلعَ على أَهلِ بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرتُ لكم".
حسن صحيح - لكن الراجح أَن آخرَ الحديث إنما هو في حاطب، كما في الحديث بعده - "الصحيحة" (٢٧٣٢).
١٨٦٧ - ٢٢٢١ - عن جابر:
أنَّ [حاطبَ](١) بنَ أَبي بلتعة كتبَ إِلى أَهل مكّة؛ يذكر أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرادَ غزوَهم، فدلّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على المرأة الَّتي معها الكتاب، فأَرسل إِليها، فأَخذ كتابَها من رأسها، فقال:
"يا حاطب! أَفعلت؟ ".
قال: نعم، أَما إِنّي لم أَفعله غِشًّا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نفاقًا، ولقد علمتُ أنَّ الله سيظهرُ رسولَه ويتمُّ أَمرَه، غير أَنّي كنتُ غريبًا بين ظهرانيهم، وكانت أَهلي معهم، فأردت أَن اتخذها عندهم يدًا! فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أَلا أَضربُ رأسَ هذا؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"أَتقتل رجلًا من أَهل بدر؟! ما يدريك؛ لعلَّ الله اطلعَ على أَهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم؟! ".