للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا مسلما {٤٥} انظر ص ١٧٨ ج ٢ تيسير الوصول (تفصيل سجود القرآن)

(قال) أبو عبد الله القرطبى فى تفسيره، اختلوا فى عدد سجود القرآن


= الله، والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولوا الألباب (٧)، وقد قال بعد ذلك: إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا، وأولئك هم وقود النار (١٠) ثم قال الذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد (١٢) إلخ الآيات. وكأن إحدى الطائفتين من القرآن شرح للأخرى، فالذين فى قلوبهم زيغ هم الذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم، والراسخون فى العلم هم الذين أوتوا العلم، وهؤلاء هم الذين يعلمون أنه الحق من ربهم فيقولون آمنا به كل من عند ربتا، فتخبت له قلوبهم، وإن الله لهاديهم إلى صراط مستقيم، وأولئك هم الذين يفتنون بالتأويل، ويشغلون بقال وقيل بما يلقى إليهم الشيطان ويصرفهم عن مرامى البيان، ويميل بهم عن محجة الفرقان. وما يتكئون عليه من الأموال والأولاد يغنى عنهم من الله شيئا، فستوافيهم آجالهم، وتستقبلهم أعمالهم، فإن لم يوافهم الأجل على فراشهم فسيغلبون فى هراشهم (أى مخاصمتهم) وهذه سنة الأنبياء مع أممهم وسبيل الحق مع الباطل من يوم رفع الله الإنسان إلى منزلة يميز فيها بين سعادته وشقائه، وبين ما يحفظه وما يذهب ببقائه. وكما لا مدخل لقصة الغرانيق فى ىيات عمران، لا مدخل لها فى آيات سورة الحج.
(هذا) هو الوجه الأول فى تفسير آيات (وما أرسلنا) إلى آخرها على تقدير أن تمنى بمعنى قرأ، وأن الأمنية بمعنى القراءة والله أعلم.
(الوجه الثانى فى تفسير الايات) أن التمنى على معناه المعروف. وكذلك الأمنية وهى أفعوله بمعنى. وجمعها أمانى كما هو مشهور.
قال أبو العباس أحمد بن يحيى: التمنى حديث النفس بما يكون وبما لا يكون والتمنى =