للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنَّ (١) عمر بن عبد العزيز كتب إلى النصارى من أهل الشام أن لا يلبسوا عَصْبًا ولا خزًّا، فمن قدر على أحدٍ منهم فعل من ذلك شيئًا بعد التقدُّم إليه فإنَّ سلبه لمَن وجده (٢).

قال: العصب هو البُرد الذي يُصبَغ غَزلُه، وهو اليماني.

وقد كان على النبي - صلى الله عليه وسلم - بردٌ نجراني (٣). وقد كان خلع على كعب بن زهير بُردَه عند إسلامه، فباعه من معاوية (٤)، وهو الذي لم يزل الخلفاء يتوارثونه ويُتبرَّك (٥) به.

وأمَّا الخزُّ، فإنَّه لباس الأشراف ومَن له عِزٌّ، فمَن لا عِزَّ له في الإسلام يُمنَع (٦) من الثياب المرتفعة اقتداءً بالخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز.

فصل

وأمَّا لون ما يلبسون من الغيار، فإنَّهم يلبسون الرَّمادي الأَدْكن (٧). وهذا


(١) كذا في الأصل، وأخشى أن يكون صوابه «لأن» متصلًا بما قبله.
(٢) جزء من الأثر السابق.
(٣) أخرجه البخاري (٣١٤٩) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(٤) انظر: «معجم الصحابة» لابن قانع (٢/ ٣٨١) و «أنساب الأشراف» للبلاذري (١١/ ٣٢٨). وقصة إسلام كعب مروية في «مستدرك الحاكم» (٣/ ٥٧٩ - ٥٨٤) من طرق عامَّتها مراسيل وروايات أصحاب المغازي، ولكن ليس فيها ذكر البُرد.
(٥) كذا في الأصل، واستظهر صبحي الصالح أن صوابه: «ويتبركون».
(٦) في الأصل: «يمتنع»، والمثبت أشبه.
(٧) في الأصل والمطبوع: «أذكر»، خطأ. والأدكن من الدُّكنة: لون يضرب إلى الغبرة بين الحمرة والسواد.