للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هؤلاء حمقى رَضُوا بالمعنى وأَبَوا الاسم (١).

وقال النعمان بن زرعة: خذ منهم الجزية باسم الصدقة (٢).

قال الشافعي (٣) رحمه الله تعالى: واختلفت الأخبار عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في نصارى العرب من تَنوخَ وبَهراء وبني تغلب، فرُوي عنه أنه صالحهم على أن يُضْعِف عليهم الجزية، ولا يُكرَهوا على غير دينهم. وهكذا حفظ أهل المغازي فقالوا: رَامَهم عمر - رضي الله عنه - على الجزية فقالوا: نحن عربٌ لا نؤدّي كما يؤدِّي العجم، ولكن خُذ منّا كما يأخذ بعضكم من بعضكم، يعنون الصدقة، فقال عمر: هذا فرض على المسلمين (٤)، فقالوا: ازدَدْ (٥) ما شئتَ بهذا الاسم لا اسم الجزية. فراضَاهم على أن أَضْعفَ عليهم الصدقة، [وقال للمُعشّر]: فإذا أضعفتَها عليهم فانظر إلى مواشيهم وذهبهم وورِقهم وأطعمتهم وما أصابوا من معادنِ بلادهم وركازِها، وكل أمرٍ أُخِذَ فيه من مسلمٍ خُمسٌ فخذْ خُمسينِ، وعُشْرٌ فخُذْ عُشْرينِ، ونصفُ عُشرٍ فخُذْ عُشرًا، ورُبع عُشرٍ فخُذْ نصفَ عُشرِ، وكذلك مواشيهم فخُذِ الضِّعفَ منهم. وكلّ ما أُخِذ من عُشرِ ذمي فمسلكُه مسلكُ الفيء، وما اتَّجر به نصارى


(١) كذا في "المغني" (١٣/ ٢٢٥)، ولم أجده في كتب الشافعي ولا في كتب البيهقي نقلًا عنه.
(٢) "المغني" (١٣/ ٢٢٥).
(٣) انظر: "الأم" (٥/ ٦٩٠ وما بعدها)، والنقل من "مختصر المزني" (ص ٣٨٦).
(٤) "فقالوا نحن ... على المسلمين" ساقطة من المطبوع.
(٥) كذا في الأصل. وفي "الأم" و"مختصر المزني": "فزِدْ". وفي المطبوع: "اردد" خطأ.