للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا من عمر؛ رواه عن نعيم عن عمر.

وقال ابن أبي خيثمة (١): قرأتُ على يحيى بن معين حديث مالك هذا (٢) عن زيد بن أبي أُنَيسة، فكتب بيده على مسلم بن يسار: لا يُعرَف.

وقال أبو عمر (٣): هذا حديث منقطعٌ بهذا الإسناد؛ لأنَّ مسلم بن يسار هذا لم يلقَ عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه -، وبينهما في هذا الحديث نُعَيم بن ربيعة، وهذا أيضًا ــ مع هذا الإسناد ــ لا تقوم به حجةٌ، ومسلم بن يسار هذا مجهولٌ، قيل: إنه مدني، وليس بمسلم بن يسار البصري.

قال (٤): وجملة القول في هذا الحديث أنه حديث ليس إسناده بالقائم؛ لأن مسلم بن يسارٍ ونعيم بن ربيعة جميعًا غير معروفين بحمل العلم.

ولكن معنى هذا الحديث قد صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوهٍ ثابتةٍ كثيرةٍ يطول ذكرها من حديث عمر بن الخطاب وغيره. انتهى.

ونحن نذكر بعض تلك الأحاديث:

قال إسحاق بن راهويه (٥):

أخبرنا بقية بن الوليد قال: أخبرني الزُّبَيدي


(١) في «التاريخ الكبير» (٣/ ٢٢٧ - السفر الثالث)، وهو في «التمهيد» (٦/ ٤) و «الاستذكار» (٢٦/ ٩٠) بإسناده عنه، وانظر أيضًا: «التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة (٢/ ٢٣٩، ٣٤٧).
(٢) «هذا» سقط من المطبوع.
(٣) في «التمهيد» (٦/ ٣).
(٤) في «التمهيد» (٦/ ٦).
(٥) في «مسنده» كما في «المطالب العالية» (٢٩٦٢)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» (٧١١). وأخرجه أيضًا ابن أبي عاصم في «السنة» (١٧٤) والفريابي في «القدر» (٢٢) والطبري في «التفسير» (١٠/ ٥٦٢، ٥٦٣) والطبراني في «الكبير» (٢٢/ ١٦٩) وغيرهم من طرق عن بقية به، إلا أنه في أكثر الطرق: «عبد الرحمن بن قتادة النصري»، وأيضًا فقد سقط «عن أبيه» عند ابن أبي عاصم والفريابي وهو ثابت في أكثر الطرق.

وقد خالف الزُّبيديَّ معاويةُ بن صالح ــ وهو صدوق له أوهام ــ في بعض الطرق عنه، فرواه عن راشد بن سعدٍ عن عبد الرحمن بن قتادة السُّلَمي - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أحمد (١٧٦٦٠) وابن حبان (٣٣٨) والحاكم (١/ ٣١) وغيرهم. قال البخاري في «التاريخ»: «هو خطأ». فرواية الزُّبيدي هي المحفوظة، فإنه ثقة ثبت، وبقيَّة قد صرَّح بالتحديث وتابعه عبد الله بن سالم الأشعري ــ كما عند البخاري في «التاريخ الكبير» (٥/ ٣٤١) وابن أبي عاصم (١٧٥) والطبري (١٠/ ٥٦٣) ــ عن الزُّبيدي به. وعليه فالحديث ضعيف، فإن «عبد الرحمن بن قتادة ــ أو بن أبي قتادة ــ النصري» مجهول، وكذا أبوه.