للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَطلب الثَّاني

سَوْق المُعارضاتِ الفكريَّة المُعاصرةِ

لأحاديث شفاعة النَّبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالبٍ يوم القيامة

مُحصَّل ما أُورِد على هذه الأحاديثِ مِن معارضاتِ في مَطايا ردودِ المتأخِّرين مرتكزٌ على ثلاثةِ أمور:

أولاها: أنَّ الحديثَ مخالفٌ لصَريحِ القرآن الكريم، حيث أخبرَ الله فيه أنَّ شرطَ الشَّفاعة رِضاه على المَشفوعِ له، في حينِ أنَّ أبا طالب ماتَ كافرًا، فليسَت تحِقُّ فيه الشَّفاعة.

وفي تقريرِ هذا الاعتراضِ، يقول (حسن السَّقاف):

«قد أخبرَ الله تعالى عن الكفَّار بأنَّهم {وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا} [فاطر: ٣٦]، وبأنَّهم {لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} [الزخرف: ٧٥]، وبأنَّهم {وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر: ٤٨]، وبأنَّهم {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: ٤٨]، إلى غير ذلك، والقائلون بعدمِ إيمانِ أبي طالب وكفرِه بموجب هذا الحديث أنَّه يُخفَّف عنه مِن العذاب بشفاعةِ النَّبي صلى الله عليه وسلم! ونقول لهم: بأنَّ مِن شروط الشَّفاعةِ أن لا تكون إلَّا لمِن ارتضاه الله تعالى، لقوله جل جلاله: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَاّ لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: ٢٨]» (١).


(١) من مقدمة تحقيق حسن السقاف لـ «أسنى المطالب في نجاة أبي طالب» لدحلان (ص/٢٣ - ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>