للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَطلب الثَّاني

سَوقُ المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِ

لحديثِ سِنِّ عائشة عند زواجها بالنَّبي صلى الله عليه وسلم

فلا يزال علماءُ المسلمينَ منذ عهدِ النُّبوَّةِ إلى وَقتنا الحاضر، مُجمِعين على أنَّ زواجِ النَّبي صلى الله عليه وسلم بعائشةِ تمَّ وعمرها ستُّ سنين، ودخوله بها كان في التَّاسعة من عمرها، هذه مُسلَّمة نقليَّة لم تحتج إلى مَزيد فحصٍ وتَنقير منذ عُلِمت.

ولذا قال ابنُ حزمٍ بعد أن ساقَ روايةَ البخاريِّ ومسلم في سِنِّ زواج عائشة: «هذا سِنُّ عائشةَ مَنصوصٌ، لا تَكلُّف فيه» (١)، وقال فيه: «هذا أمرٌ مَشهورٌ، غَنيٌّ عن إيرادِ الإسناد فيه» (٢).

وقال ابن عبد البرِّ: «ابتَنى بها صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ وهي ابنة تسعٍ، لا أعلمُهم اختلفوا في ذلك» (٣).

وقال ابن كثير: «تزوَّجها وهي ابنةُ ستِّ سنين، وبنَى بها وهي ابنة تسعٍ، ما لا خلافَ فيه بين النَّاس» (٤).


(١) «حجة الوداع» (ص/٤٣٥).
(٢) «المحلى» (٩/ ٤٥٩).
(٣) «الاستيعاب» (٤/ ١٨٨١).
(٤) «البداية والنهاية» (٤/ ٣٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>