للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَطلب الثَّاني سَوق المعارضاتِ الفكريَّةِ المعاصرةِ لأحاديث انقضاءِ قرن الصَّحابة بعد مائة سنة

يَدَّعي جمعٌ مِن المعاصرين بأنَّ الأخبار في هذا البابِ كذب على النَّبي صلى الله عليه وسلم، لمخالفتها لما هو معلوم بالضَّرورة والحسِّ عدمُ تحقُّقه، فإنَّ ربط قيام السَّاعة بانصرام مائة سنةٍ، أو بوفاة الغلام، يستلزم ذلك قيامها منذ أمَدٍ بعيد!

فاسمع (أحمد أمين) وهو يقول: «نرى البخاريَّ نفسه -على جليل قدره ودقيق بحثه- يُثبت أحاديث دلَّت الحوادث الزَّمنية والمشاهدة التَّجريبيَّة على أنَّها غير صحيحة، .. كحديث: لا يبقى على ظاهر الأرض بعد مائة سنة نفس منفوسة» (١).

ويقول (سامر إسلامبولي): «المُلاحظ من الحديث أنَّ الجواب قد حدَّد قيام السَّاعة خلال فترة زمنيَّة لا تتجاوز أن يبلغ الغلام سنَّ الهَرم، أي ما يقارب السِّتين عامًا، وقد مضى على قولِ الحديث ألف وأربعمائة عام ولم تقم السَّاعة! فهناك احتمالان: أنَّ الغلام لم يبلغ إلى الآن سنَّ الهَرم، أو أنَّ السَّاعة قد قامت ولم ندرِ نحن، ونكون قد نفذنا من الحساب!» (٢).


(١) «فجر الإسلام» لأحمد أمين (ص/٢١٨)، مع التنبيه على أن البخاريَّ لم يروِ حديث جابر هذا الَّذي نسبه له أحمد أمين، بل هو في «صحيح مسلم».
(٢) «تحرير العقل من النقل» (ص/٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>