للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَطلب الثَّاني

سَوْقُ المُعارضاتِ الفِكريَّةِ المُعاصرةِ

لحديثِ التَّصبُّحِ بسبعِ تمَراتٍ عَجوة

لم يزل مَخبر هذا الحديث مَثارَ جدلٍ واسعٍ عند المُشكِّكين بسلامةِ منهج الشَّيخين في نقد المتونِ، حتَّى أصبحَ دَيْدنًا لبعضِهم عند التَّمثيل بما عَمِي المُحدِّثون عن نَكارتِه مع ظهورِ عِلَّته.

فذاك (أحمد أمين)، كان يرى أنَّ «البخاريَّ -على جليلِ قدرِه، ودقيقِ بحثِه- يُثبت أحاديثَ دلَّت الحوادث الزَّمنية، والمشاهدة التَّجريبيَّة، على أنَّها غير صحيحة .. »، وذكر مثالًا لذلك بحديث التُّصبُّح بسبع تمراتٍ عجوة (١).

وأشبهه في موقفه من الحديث (أبو ريَّة) حين ذكر هذا الخبر تمثيلًا للأحاديث المُشكلة الغَريبةِ (٢).

هذا الطَّعن في الحديثِ مَرجعه إلى ما يدَّعيه مُبطِلوه مِن نكارةٍ مَعنويَّةٍ فيه، لا يتقبَّلها العلمُ الطَّبيعيُّ الحديث، ولا التَّجربة العَمليَّة، خاصَّةً في ما يُزعَم مِن وقايةِ التَّمراتِ السَّبعِ لأثرِ السُّموم.

وفي تقريرِ هذا الاعتراضِ على الحديثِ، يقول (صالح أبو بكر): «هذا الحديث يجعل كلامَه صلى الله عليه وسلم يخالف الواقع العلميَّ لمناهج الطِّب الَّذي يمارسه النَّاس في أنفسهم» (٣).


(١) «فجر الإسلام» (ص/٢١٨).
(٢) «أضواء على السنة المحمدية» (ص/٢٢٦).
(٣) «الأضواء القرآنية» (ص/٢٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>