للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَطلب الثَّاني

دَفعُ دعاوي المُعارضات الفكريَّةِ المُعاصرةِ

عن أحاديث الآياتِ الحسِّيَّة للنَّبي صلى الله عليه وسلم

فإنَّ أخبار الآيات الحِسيَّة الَّتي أجراها الله تعالى على يَدي نبيِّه صلى الله عليه وسلم كثيرة، بلغ بها بعض أهل الحديثِ مبلغَ التَّواتر المَعنويِّ، الَّذي لا شكَّ بعده في ثبوتها عنه من جِهة النَّقل.

يقول المَازريُّ: «مُعجزات النَّبي صلى الله عليه وسلم ضُروب.

فأمَّا القرآن: فمَنقول تواترًا.

وأمَّا مثل هذه المعجزة، ذلك فيها طَريقان:

أحدهما: أنْ تقول: تَواترت على المعنى، كتواترِ جُود حاتم، وحِلم الأحنف، فإنَّه لا تُنقل قصة بعينها في ذلك تواترًا، ولكن تكاثرت القِصص مِن جهة الآحادِ، حتَّى صارَ مَحصولها التَّواتر بالكَرَم والحِلم، وكذلك تَواترت مُعجزات سِوى القرآن، حتَّى ثَبَت انخراقُ العادةِ له صلى الله عليه وسلم بغيرِ القرآن.

والطَّريقة الثَّانية: أن تقول: فإنَّ الصَّاحب إذا رَوَى مثلَ هذا الأمرِ العجيبِ، وأحالَ على حضورِه فيه مع سائرِ الصَّحابة وهم يَسمعون روايتَه ودعواه حضورَهم معه، ولا يُنكرون ذلك عليه: فإنَّ ذلك تصديقٌ له، يوجب العلم بصحَّة ما قال» (١).


(١) «المُعلِم» للمازري (٢/ ٤١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>