للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا: «رواية الصَّحيحين تُشعر بأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم باغَت القومَ وهُم غارُّون، ما عُرِضت عليهم دعوة الإسلام، ولا بَدَا مِن جانبهم نُكوص، ولا عُرِف مِن أحوالهم ما يُقلِق! وقتالٌ يَبدؤه المسلمون على هذا النَّحو مُستنكَر في مَنطقِ الإسلام، مُستبعَد في سِيرةِ رسوله صلى الله عليه وسلم، ومِن ثَمَّ رَفضتُ الاقتناعَ بأنَّ الحربَ قامت وانتهت على هذا النَّحو.

وسَكَنتْ نفسي إلى السِّياقِ الَّذي رواه ابن جرير (١)، فهو -على ضعفِه الَّذي كشَفَه الأستاذ الشَّيخ ناصر- يَتَّفق مع قواعدِ الإسلام المُتيقَّنة، أنَّه لا عُدوان إلَّا على الظَّالمين» (٢).

ويقول (سامر إسلامبولي): «هل عَملُ النَّبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هو الدَّعوة إلى الله وهداية النَّاس، ومحاربة الظُّلمِ والاستبدادِ؟ أم عمله هو قاطع طريقٍ، وهمُّه الأموال والنِّساء؟! .. إنَّ الغدر يَتنَافى مع تعاليم القرآن، ويَتنافى مع الهدفِ والغايةِ مِن الرِّسالة الإلهيَّة، ويَتَنافى مع أخلاقِ النُّبوة، ممَّا يؤكِّدُ بطلانَ هذا الحديث مَتْنًا» (١).


(١) في «تفسيره» (٢٢/ ٦٦٧) وفيها: «بلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ بني المصطلق يجمعون له، وقائدهم الحارث بن أبي ضرار .. ؛ فلمَّا سمِع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم، حتَّى لقيهم على ماءٍ من مياههم يُقال له المُريسِيع .. » الحديث.
(٢) «فقه السيرة» (ص/١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>